أنا رجل أضعف أمام الإلحاح، ولا سيما إذا تكرر، فلم أملك إلا أن أستجيب، ولا سيما أني اتصلت بمكتب المرشد العام للإخوان المسلمين بالقاهرة، وسألتهم عن حقيقة دعوة المرشد لهذا اللقاء، فأكدوا لي أنه حدث اتصال، ولكن المرشد في الصعيد، وسيحضر اليوم أو غدًا، وقد أرسلوا إليَّ التذكرة، وسافرت، وفي المطار لقيني مندوب من وزارة الأوقاف، ففوجئ بأنهم استوقفوني فترة، وأخذوا جوازي، ليعرضوه على الجهات المختصَّة، قبل أن يؤذن لي بالدخول، واستغرب المندوب، وقال لي: أليس الوزير هو الذي دعاك وطلبك للحضور؟ قلت: بلى، قال: فكيف يوقفونك؟ قلت: لا تجزع، هذه إجراءات روتينية اعتدنا عليها.
اجتماع بعدد من كبار العلماء:
وبعد برهة من الزمن، أعيد الجواز وخرجنا وذهب بي مندوب الوزارة إلى فندق في الجيزة، يقيم فيها شيخنا الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، وهو الذي سيلتقي فيه كبار المشايخ المدعوون، وبعد المغرب بقليل حضر العلماء في ضيافة الشيخ الشعراوي: الشيخ الغزالي، والشيخ عبد الله المشد رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، والشيخ محمد الطيب النجار رئيس جامعة الأزهر، والشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي مصر في ذلك الوقت، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والفقير إليه تعالى، ولم يحضر المرشد العام للإخوان كما قيل، وكان هو الأستاذ محمد حامد أبو النصر.
لماذا اجتمع هؤلاء في هذا الوقت خاصة؟
تبيَّن لي أنهم اجتمعوا ليصدروا بيانًا للناس، يؤكدون فيه: أن مصر دولة إسلامية، وأن حكامها مسلمون، يطبقون شريعة الله، ومن يتهمهم بالكفر والفسوق يستحق العقوبة، إلى آخر ما هو من هذا القبيل.