ارتبط اسم أهل أحمذي بالعلم والورع، وانتشر صيتها في الآفاق، واخترق آماد الزمان وأعماق الموسوعية، وما تزال هذه المحظرة المنجاب تتوالى أجيالها في حمل راية العلم، كلما مضى علم منها بدا علم
وقد بدأت أجيال هذه المحظرة منذ قرابة ثلاثة قرون أو أزيد، وقبل ميلاد الشيخ أحمذي الذي نسبت إليه المحظرة وحملت اسمه إلى اليوم.
وتؤكد المصادر التاريخية المتعددة أن الأثر العلمي الواسع لهذه الحضرة والمحظرة قد بدأ قرنين على الأقل قبل الشيخ أحمذي، بسلاسل من العلماء الأجلاء بدء من الشيخ أحمد بن يوسف ووصولا إلى العالم الجليل محمذن الولي، قبل أن تستقر عند الشيخ أحمذي وتسلسل في عقبه كلم باقية وميراث صلاح راسخ.
وقد ورث أحمد بن يوسف ابنه أبو بكر المشار إليه آنفا، وورث المحظرة من بعده ابنه محمدن الولي الشهير بأبي سفيان، وقد بلغت المحظرة والحضرة في عهده شأوا بعيدا ونهل منها الأجاويد من طلاب العلم، وصدر عنها أجلاء العلماء وحفظ لها معاصروها قدرها وأشاروا إليه بالتقدير والتعظيم، ومن ذلك قول العلامة المختار بن بونه الجكني
إلا أن آل محمدن الولي أبي
سفيان للأنجم السما
وإن سماء الناس أرض نعالهم
وإن لهم قدرا حر أن يعلما.
ومن بعد أبي سفيان ورث الحضرة من بعده الشيخ أحمد المعروف بأحمذيه، الذي يشار إلى أنه كان ذا مكانة علمية واسعة، وذا معرفة واسعة، وإن كان تراثه العلمي المدون قد ضاع بسبب أجواء البادية وما تفرضه من تنقل وحياة مضطربة.
ومن أشهر علماء هذه الأسرة أيضا الشيخ غالي بن أبي سفيان الذي يقال إنه من أول جلب القراءات السبع إلى منطقة القبلة
وقد ورث المحظرة من بعد أحمذي ابنه المختار الذي كان عالما جليلا حافظا مؤثرا، وكان من أجاويد طلاب الشيخ المختار بن بونه، ويقال إنه كان من النخبة التي كانت تعين الشيخ المختار في نظم احمراره على ألفية ابن مالك
ومن بعد الشيخ المختار أخذ عهد المحظرة وميراثها نجله أحمدو الذي لم يعمر طويلا، وإن اتسع عمره الثلاثيني لمعارف واسعة، حيث كان يحفظ الصحيحين، مع اتساع الباع في علوم التفسير والقراءات.
ومن علماء هذه الحضرة الشيخ أفلواط بن أحمذي، وكان عالما جليلا وسيدا ممدحا ذا مكانة وفضل مرموقين وممن رثاه الشيخ باب بن أحمد بيب العلوي بقوله
ألا فاندبوا ركن المعالي فإنه
قد أصبح مهدودا بهد عماده
غداة نعى الناعي – نعته نعاته-
أبا الفضل آفلواط ضوء بلاده
فلا تحسبوا يا آل أحمد أنكم
فجعتم به من دون أهل وداده
فمن ليس ذا قربى دعته لحبه
صنائعه الحسنى وبذل تلاده
الشيخ محمدو بن أحمذي ..أب العلماء وشيخ الأواهين
يمكن اعتبار الشيخ محمدو بن أحمدو بن المختار بن أحمذيه بن أبي سفيان بن أبي بكر بن أحمد بن يوسف الحسني المؤسس الثاني للمحظرة الأحمذية، ومن أبنائه انطلق مسار واسع من الموسوعية والنجابة، كما امتازت هذه الفترة أيضا بوفرة الإنتاج العلمي والتوثيق والتأليف.
وقد درس الشيخ محمدو بن أحمدو على علماء أجلاء في محيطه العلمي، فدرس على الشيخ محمدن بن أبي وعلى خاله الشيخ محمدو بن البار اليوسفيين وكذا على الشيخ محمدو بن حنبل، وتبادلا التقدير والثناء، ومن ذلك قول ابن حنبل رحمه الله في مدح الحي اليوسفي ومحاضره
شموس معال قد نزلن بذي حمل ^^سلبن رداء الشمس في دارة الحمل.
خلاصة صفو المكرمات قد أصبحت^^بذي حمل حلت هنيئا لذي حمل.
تحمل من أبناء يوسف حلية ^^كطلعته لله ما من حلى حمل.
سقى الله أياما تجود بقربهم ^^أهاضيب محلول العزال من الحمل.
تجود بقرب من كرام أحبة ^^وكل صديق لا يمل ولا يمل.
قليل إليهم قول أهلا ومرحبا^^وتمهيد حبات القلوب لهم أقل .
حباهم إله العرش ما عين حبهم^^أقر وما عين الحسود لهم سمل .
وحاط الذي أولا هم من جميله^^وزادهم من كنز إحسانه جمل.
فأجابه الشيخ محمدو ابن أحمذي
أتانا قريض كاللآلي إذا يمل ^^ يميل بأسماع الأنام ولايمل .
قريض تضيق اللسن ذرعا بمثله ^^تحلى به جيد الزمان من العطل.
حسان معان قد تبخترن في حلى^^معان كستها أحسن الحلي والحلل.
بديع وشاه أحسن الوشي ماجد^^صبيح المحيا تحت أخمصه زحل.
فلا البدرء يحكيه سناء ولاسنى^^ولا البحر يحكيه سخاء إذا بذل.
يعل مريد العلم من بحر علمه^^ومن بحر جدواه الغطمطم من سأل.
ومن معشر فاق الأنام جلالة^^وهم خير من يعتام للحادث الجلل.
بنو الفك من يلفى عزيزا من اعتنوا ^^بإعزازه يوما ومن ذللوه ذل.
سقى الله رب العرش ارضا حوتهم ^^شآبيب مزن تستهل وتنهمل
وقد امتاز الشيخ محمدو بن أحمذي بالموسوعية، وبالعمق التربوي والتأثير، وقد أخذ معارف واسعة مع التربية الصوفية على يد شيخه وصهره الشيخ محمدو بن حبيب الله بن أغربط المتعلق بالله الحسني الذي انتهت إليه في منطقته رئاسة المعارف الشرعية والتربوية الإيمانية.
وقد أضاف الشيخ محمدو بن أحمذي إلى دراسة المحظرة الموريتانية، دراسة التفسير وكان يلزم أبناءه يوميا بدراسة ونقل كتب متعددة من التفسير مثل تفسير الجمل، وتفسير الجلالين، وتفسير الصاوي، وقد مكنهم هذا التدريب اليومي من تحصيل معارف واسعة في علم التفسير الذي كان غائبا في المنطقة.
وينقل العالم الجليل الشيخ اباه ولد عبد الله عن الشيخ محمد عبد الرحمن بن السالك "النح" رحمه الله أنه لم يوجد في زمن الشيخ محمدو بن أحمذيه من كان في مرتبته في التربية الإيمانية والإصلاح والتزكية
وقد خلف الشيخ محمدو بن أحمذيه تسعة أبناء من أجلاء العلماء والأدباء وهم:
العالم المفسر الشيخ أحمدو بن أحمذيه
العالم القاضي الشاعر الشيخ محمد عبد الله بن أحمذيه
الشيخ محمدو محفوظ بن أحمذيه وهو عالم جليل ومؤلف
العالم الأديب المختار بن أحمذيه، وقد كانت له محظرة عامرة في حياة والده.
العالم المحدث الشيخ عبد الكريم بن أحمذيه
الشاعر العالم الأديب الشهير محمد محمود بن أحمذيه
الشيخ المصطفى بن أحمذيه وهو عالم جليل وقد
الشيخ المجاهد حبيب الله بن أحمذيه وكان من المجاهدين الذين التحقوا بالمقاومة المسلحة بقيادة آل الشيخ ماء العينيين في الشمال وأصيب في بعض معاركها.
العالم المدرس الشاعر الشيخ سيدي محمد بن أحمذيه
وقد عرف الناس لآل أحمذيه مكانتهم العلمية وتأثيرهم الروحي وسامق رتبهم في مدارج الإصلاح، فراجت سوق المدائح في حضراتهم ومن ذلك قول الشيخ محمدو النانه بن المعلى
أتاني ما به اندملت جراحي
وآذنني بتعجيل السراح
وفك قيود أتراحي وبثي
وبالأفراح جاء والانشراح
إدالة سند الخيرات ممن
حوته غير طيبة أو صلاح
أتته شموس آل الشيخ تسطو
بأضواء نشرن على النواحي
فأضحكه الذي أبكاه دهرا
طويلا عن تناوير الأقاحي
وجاء بهم من البدو امتنانا
يجرون الفضول من السماح
وتخفق راية البأوى عليهم
وألوية السيادة والنجاح
وقد عصبت بتيجان المعالي
رءوسهم وأنوار الفلاح
كأحسن ما رآه قط راء
من أصحاب الظواهر والبطاح
وددت لو أن تحتي مضرحيا
طرافا ريشه وحف الجناح
أو إحدى القابضات الأرض قبضا
تقرب نازح الغفل الفساح
أو الطيار حين يسير شهرا
أو أزيد في غدو أو رواح
فإن لم أستطع فسراة عير
أرن على نحوص أو لياح
أو أخرج ظل في شري وآء
فهيجه الرواح إلى الأداحي
فتحملني لأدفاء لديهم
ومدود الظلال لكل ضاح
لعل بضاعتي المزجاة ترمى
بسوقهم الكفيلة بالرباح
ألا يا سند الخير المفدى
لتطرب في ابتهاج وارتياح
فإنك لا تلام على سرور
بقربهم ولا يلحوك لاح
فهذا يوم عيدك فاغتنمه
وأظهر ما تكن من المراح
ألم تك في ظلام مكفهر
يكاد يفل أطراف الرماح
فأطلع ربك الوهاب فيه
بأوجههم تباشير الصباح
فشد على الذي أوتيت شدا
يديك ولا تكن بالمستباح
ولا يفلتك واعقله بشكر
على الفضل الجزيل لك المتاح
فأعلاق المضنة ليس يحظى
بها غير الضنين بها الشحاح
فسبحان الذي أعطاك ما لم يكن
لسواك من نقع اللواح
وسد مفاقر الضعفاء مما
تمنى واشتهاه ذووا اقتراح
ومن حلم ومن علم وحكم
ومن حمد ومن مجد صراح
ومن تقوى ومعرفة وعطف
على الجيران في السنة الكلاح
ومن جود يدر بغير مري
إذا ما أبكأت خور اللقاح
تفور بدره أيد غزار
تبزل بالشآبيب السواح
إذا لم يجد إبساس وعطف
وشدة ساعد مع ضف راح
نسبح ربنا الأعلى ونثني
عليه بملء ألسنة فصاح
ولكن خانها حصر وعي
أجرا عن ثناء وامتداح
على النعم التي منها اجتلاء
لأوجه الاحمذيين الصباح
فقرت أعين قصرت عليهم
فليس لها لشيء من طماح
وروحت الرذايا من نفوس
تخونهن بعد المستراح
فكم لك من أخي حسد عليهم
يكاد يغص بالماء القراح
ومغتبط بمالك غير أن لا
عليه في اغتباط من جناح
قد استكرمت فارتبط ارتباطا
أخا النجدات والفرس الوقاح
سبقت فلم تخف دركا ولو من
جهام مستخف بالرياح
وهبك الفائز المجدود حقا
بأندية الولاية والصلاح
وهبك الآمن المحمي سربا
فأنت مدجج شاكي السلاح
وهبك الأقرن الذواد فاغلب
إذا شئت الأجم لدى النطاح
على الهادي إلى نهج قويم
ومن هو بالهدى للكفر ماح
صلاة مثل أنفاس الغوالي
وتسليم كمختوم الرياح"
وقد توالت أجيال المحظرة بعد الشيخ محمدو بن أحمذي، فاستلم الراية من بعده نجله العالم المفسر الورع الشيخ أحمدو بن أحمذي صاحب التفسير والكتب النافعة، والشهرة الذائعة بالعلم والورع والإخبات، وإمام أهل الفضل والعلم في هذه البلاد، من سارت بذكره الآفاق وغدا بين العلماء مضرب المثل في العلم والعمل والخشية والامتثال، وهو إلى ذلك كله حائز قصب السبق في تفسيره المنظوم الذي لا يعرف له مثيل في بابه ولا في جودة سبكه واكتناز مضامينه
وقد درس على الشيخ أحمدو بن أحمذي خلق كثير من أجلاء العلماء والمصلحين ومن أشهر طلابه الذين ملأ ذكرهم الآفاق
الإمام بداه بن البصيري التندغي.
الشيخ محمد بن حيلاجي الحسني
الشيخ محمذن بن محمد مختار المجلسي.
الشيخ محمد عبد الرحمن بن فتى الحسني.
الشاعر الكبير محمد بن أبن بن أحميد
الشيخ أحمدُ بن فتى الحسني
الشيخ محمدعالى بن فتى العلوي.
وغيرهم كثير
وقد ترك الشيخ أحمدو بن أحمذي مؤلفات متعددة منها على سبيل المثال:
تفسيره الكبير مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله وهو نظم في حوالي 9 آلاف بيت من الرجز السهل الجميل الراقص، نظم فيه عددا من كتب التفسير المشهورة، وقد طبع هذا السفر الجليل مرتين بتحقيقين مختلفين
منبع الإفادة في شرح الرسالة
شرح على الكفاف لمحمد مولود بن أحمد فال
شرح حد النكاح لابن عرفة
فتاوى في التصوف
رسالة في حق التلاميذ على مجموعته
كما ترك في اللغة آثارا مهمة من أبرزها
شرح قصيدة لبيد (إن تقوى ربنا خير نفل
شرح معلقة لبيد (عفت الديار محلها فمقامها
شرح ميمية حميد بن ثور (ألا هيما مما لقيت وهيما
شرح شواهد الطبري
وقد ورث المحظرة من بعد الشيخ أحمدو بن أحمذي نجله العالم الجليل الشيخ محمد عبد الله، واستمر فيها فترة طويلة إلى وفاته، وكان يدرس فيها مختلف المتون العلمية، ومنها التفسير، وأخذ المحظرة من بعده الشيخ أحمدو الحفيد بن محمد عبد الله بن الشيخ أحمدو بن أحمذي، وقد ظل يدير هذه المحظرة التي توسعت في عهده كثيرا إلى حين وفاته قبل ثلاث سنوات.
ومن علماء الحضرة الأحمذية وفتيانها المشهورين الآن:
الشيخ المختار بن الشيخ محمدن بن أحمذي وهو إمام وشيخ الزاوية العلمية في قرية سند
الشيخ عبد الله بن محمدن شيخ محظرة سند
الشيخ محمدو بن الشيخ محمد عبد الله إمام جامع الميمون
الشيخ أحمدو السالم بن محمد بن أحمذي وهو عالم جليل وشيخ تربية
الشيخ محمد فاضل بن الشيخ محمدن بن أحمذي مؤلف كتاب فتح الإله على مراقي الأواه
الدكتور سيدي محمد بن أحمد عيسى بن أحمذي
الشيخ عيسى بن محمد عبد الله بن حبيب الله بن أحمذي
الشيخ أحمدو بن الشيخ عيسى مؤلف كتاب محفز الأذهان في التفسير
الشيخ محمد محمود بن حبيب الله بن أحمذي
وغيرهم كثير
وإلى جانب هذا الثراء العلمي الكبير كان ولا يزال لمحظرة وحضرة آل أحمذيه إشعاع أدبي امتاز بالجودة والانتشار، والتنقل بين الأجيال سلسلة إبداع ذهبي مستمر، ومن أشهر شعراء البيت الأحمذي القاضي محمد عبد الله بن أحمذيه وهو أحد فارسي الربابيات الشهيرة، ومن ذائع شعره قوله
على مثل هذا الربع يُسْتوقف الركْبُ
ويُعذَرُ ذو الوجدِ العَميدُ إذا يكبو
وتُهْتَك أستارُ الضّمير من الأسَى
ويصبو الذي ما كان من قبله يصبو
ويذري من الدّمع المصون مَصونه
وقلَّ له من دمعِنا والدَّمُ السَّكْب
فإنْ لم تكن إلا بقايا مُحيلةٍ تجرُّ بها أذيالَها القوم والسحْب
فلا القلب ينسَى للتقادم عهدَه
ولا العين عن باقي مودّته تَنْبو
ولا الدهر يصفو بعد أيام صَفْوِه
فلا نأيه نأْيٌ، ولا قربه قُرْب
ولا لَهْوه لهوٌ، ولا حبُّه هوًى
ولا صحبه صحْبٌ ولا غُرْبه غُرْب
عهدْتَ به ليلى إذِ الحي جيرةٌ
وإذ غصنُ أيام الشباب به رطْب
لياليَ لا بالوصل ندرك حظّنا
ولا يعترينا بالصّدود به رُعْب
ففي الصّدِّ إذلال وفي الوصل عِفَّةٌ
فلا سِلْمنا سلمٌ ولا حربنا حرب
ومن قصائد الشاعر محمد محمود بن أحمذيه الشهيرة قوله في مدح الأمير سيدي بن محمد الحبيب
إن الأميرَ ابن سيدي بنِ الحبيبِ أجَلْ
من أن يُخامرَ قلبًا في ذُراه وَجَلْ
لا تجزعنَّ لخطبٍ حوله جللٌ
فإن في جنْبِه الخطبَ الجليلَ جَلَل
جلَّتْ مزاياه عن حمرٍ وتالِدُه
قد جلَّ قدْرًا على أنَّ الطريفَ أجَل
وقد تجلَّى مزيدُ الفضل فيه على
أملاك آل الحبيبِ الأولين أجَل
أجَلْ أجلُّ المزايا قدرُه وعلى الـ
أمْلاكِ أعْلاهُ قدْرًا عدْلُه وعدل
عدلٌ به كادتِ الأُسدُ الخوادعُ لا
تعدو على بقرٍ بالجهلتَيْن هَمَل
لو يعدل السمُّ عن رُقش الأساود من
عدْلِ امرئٍ عادلٍ من عدْله لعَدَل
ملكٌ شمائلُه مشمولةٌ أُنفٌ
بيضاءُ شجَّتْ بعذبٍ سلْسلٍ وعسل
في كفِّه ذو حبيٍّ صَوْبُهُ دِيَمٌ
فإن رآهُ العُفاة البائسون هَطَل
يعطي ويُسألُ لا أيْنٌ ولا سأمٌ
لا يعْتَريه ولا يَعْرو العُفاةَ مَلَل
عذْبُ الضَّريبةِ سهلٌ طبعُه وإذا
ما ظلّ يسطو فسَمْعٌ في النزالِ أزَل
اسأل سرايا دليْمٍ عن بسالتِهِ
وسلْ بني عمِّه الأسدَ الجَحاجحَ سل
وسل رقابَ الرّقابِ الغُلْب هل خَضعَتْ
لَدُنْ أقام الصَّفا من صَعْرِهم وعَدَل
غداةَ شنُّوا حوالَيْه إغارتَهم
فالـمُنْقيات المتالي يومَ ذاك نَفَل
وما تزال محظرة آل أحمذي في مراكزها المتعددة في قرى سند والميمون وبوميه، وفي مناطق متعددة من البلاد، تكتبت أسفارا متجددة من واسع المعارف وجليل المآثر.