كنا في حاجة إلى اختيار رئيس جديد للمنظمة، لا أدري: أستقال الرئيس السابق أم انتهت مهمته؟ لا أذكر، ولكني اتفقت مع بعض الإخوة على أن نرشح للرئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، وهو وجه مقبول ومحبوب في داخل السودان، وفي العالم العربي والإسلامي، ووجوده يعطي دفعة جديدة للمنظمة، وهو رجل غير منسوب إلى جماعة ولا إلى فئة، وهذا يفيد المنظمة التي كثيرًا ما تنسب إلى الجبهة القومية الإسلامية «جبهة الترابي في ذلك الوقت».
وكان الجميع موافقين ما عدا عضوًا واحدًا، «نسيت اسمه» كان لواءً متقاعدًا في الجيش السوداني، وقال: أنا لا أوافقكم على هذا، وأرى أن نترك المشير بعيدًا عن المنظمات كلها، فقد يأتي وقت يحتاج إليه الوطن كله لإنقاذه، كما فعل في المرة السابقة، ومثل هذا المنصب ينأى به عن ذلك.
وكان الرد: أن المنظمة ليست هيئة سياسية، والعمل فيها لا يحول دون الترشح لما يتطلبه الموقف الوطني في وقته وعلى كلّ نحن نرشِّح الرجل، وهو الذي يقدر الموقف، ويحسن أن يقول: نعم أو لا.
وقد وافق الجميع على ذلك، وحمل الأمين العام إليه رأي المجلس، فكان الرجل عند حسن الظن به، ولم يتردَّد في قَبول المنصب، وقال: إنه تكليف لا تشريف، وأنا أريد أن أختم حياتي بمثل هذا العمل الصالح، إسهامًا في النهوض بالأمة، والوقوف في وجه الذين يريدون بها الشر.