هذا الحديث من ضمن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم التى بلغها لامته.محذرا لها من اتباع طريق اليهود والنصاري فى اي شيء .
ونصه فى رواية ستتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وباعا بباع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه:
وفى رواية اخري لتتبعن سنن الذين من قبلكم ألى اخر الحديث وكل الروايتين صحيحة.
فالاولى جاءت بصيغة المضارع كما هو واقع الان لاكثر المسلمين والرواية الاخري جاءت بلام القسم ونون التوكيد لتحقق وجودها مستقبلا فى المسلمين.
وعند ماسئل عن هوية قوله من قبلنا هل هم اليهود والنصاري
فاكد انهم تماما هم المعنيون فى الحديث .
وهذاالاتباع المنهي عنه ا يتحقق فى الدولة ككل اوفى الاسر او فى الافراد فالجميع داخل فى صيغة الحديث بخطاب الجمع ستتبعن الى اخر الحديث مثل عموم خطاب الجمع للمومنين والمسلمين لجمعهم وافرادهم ..
هذا الحديث مثله قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه اوينصرانه اويمجسانه.
فهولاء الاولاد لاعذر لهم فى اتباع
يهودية اونصرانية ابائهم فكذلك نحن لاعذر لنا فى ا تباع جميع حياة
الغرب النصرانى وقد بدا بعضنا ايضا ينحاز لحياة اليهود لاتباعها.
ولذا سنتناول باذن الله ضرر اتباعنا للغرب فى الدنيا فى كلمة الاصلاح
وتناول ضرره فى الاخرة فى سلسلة حلقات كيف نفهم الاسلام
واقرب مثال على هذا الاتباع فى الدنياهو مانعلن دائما من ابعاد القبيلية عن حياتنا بعد ان اوضح لنا المولى عز وجل انه هوالذي جعلنا قبائل وشعوبا والجعل هو فعل الله فى خلقه فاخذت النصارى الشعوبية
فاخذناها حتى اصبحنا بدل قولنا باسم الله نقول حتى فى الاحكام باسم الشعب وترك الغرب القبيلة فتركناها مع ان الله وصفها باحسن وصفين للحياة فهي فى الحياة الدنيا للتعارف والتضامن وفى الاخرة يتميزفيها الاقرب الى الله وهم المتقون من المجتمع ايا كانوا
فميزة الدنيا هي التعارف والتضامن وكان لقبائلنا منه الحظ الاوفر فهي
طريقنا للحياة وللامن الصحي وللامن الغذائي فهذه الاساسيات للانسان جمعها كلها صلى الله عليه وسلم فى ثلاث كلمات من اصبح امنا فى سربه معافى فى بدنه وعنده قوت يومه فقد حاز الدنيا بحذافرها.
هذه كانت كلها متوفرة فى القبيلة من تعاون وتضامن بين جميع اسر القبيلة ايا كان اصلها ولونها فحياة الفرد كانت القبيلة ضامنة له الا يموت غيلة بل لايموت الا حتف انفه فمن قتل فتقتص له القبيلة اولاتقبل فى دمه الا القصاص ولذا يقول تعالى ولكم فى القصاص حياة يااولى الالباب.
فمن اراد قتل شخص فلابد ان يفكر قبل ذلك فى رد فعل قبيلته كما قال تعالى ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض.
وعند ماتولت الدولة ذلك كثر القتل
المهدور الدم.
كمايشمل تضامن القبيلة التامين الصحي والغذائي فمن مرض اوجاع فجميع قبيلته متضامن معه
وكل هذه الضمانات عند ماتحولت كلا الى الدولة خانها الجميع.
فعليناان ان نتيقن ان سبب اعلاننا للطوارئ طلبا للوحدة والتعايش السلمى والتضامن هو بعد بعضنا عن القبيلة.
فالقبائل التى مازالت تحافظ على وحدتها فى التعاون كله على السراء والضراء مازالت متماسكة فى الجميع بخلاف المتفككين قبليا فهم الذين يحاولون التجزا والتفرقة
الي اخره.
فعلى الجميع واوله الدولة ان تدرك.
ان القبيلة من جعل الله فى خلقه كجعله لنا السمع والبصر والفؤاد
وان تضامنها تضامن اسري مهمى اختلف الاصل واللون وهو الوحيد
الذي تتحقق فيه الوحدة والتعايش السلمى فالشريعة اوجبت على كل فرد من القبيلة ان يؤدي ماعليه للقبيلة من دفع ضريبة التضامن فى
كل حدث يطرا ولوله يوم واحد سجل انه من ضمن القبيلة يقول تعالى واذكروا اذكنتم قليلا فكثركم ويقول تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الي واثقكم به.