رأيت اليمنيين أيضًا في سنغافورة، واطَّلعت على بعض أنشطتهم، وزرت مدرستهم المعروفة هناك بـ «مدرسة الجنيد». وقد سألت الإخوة في تنجانيقا، وقلت لهم: ما سر الاشتراك في الاسم بينكم وبينهم؟ هذا مسجد الجنيد، وتلك مدرسة الجنيد. فقالوا: نحن أبناء عمومة. وكان من الأشياء التي سهَّلتها لنا الدولة: زيارتنا لزنجبار التي تجوَّلنا فيها لعدة ساعات، وصلينا الظهر والعصر جمعًا في أحد مساجدها، وتناولنا الغداء ضيوفًا على أهلها، وإن كنت لم أعد أذكر شيئًا من تفاصيل هذه الرحلة، لطول المدة، ولأني لم أكتب سطرًا واحدًا عن هذه الرحلة ولا غيرها بعد عودتي منها.
رسائل تدعو إلى المذهب الجعفري:
ومما أذكره من هذه الرحلة: أن الفندق الذي نزلنا به: كان به رسائل تدعو إلى المذهب الجعفري «الشيعي» بعضها مكتوب باللغة الإنجليزية، وبعضها باللغة المحلية «السواحلية»، وكانت إيران في هذا الوقت مشغولة بالحرب مع العراق التي كلفتها كثيرًا من المال والرجال.
ومع هذا لم تنس الدولة -وهي في هذه المعمعة- أن تقوم بما تراه واجبًا في نشر الدعوة إلى مذهبها!
وقد قال لي بعض الأعضاء عاتبًا: أين أنتم يا علماء السنة مما يقوم به غيركم؟
قلت له: إن هذا مذهب وراءه دولة، ودولة غنية، وأكثر من ذلك: أنها دولة «رسالية» ونحن لا دولة لنا، بل نحن كل ما نطمع فيه: أن تتركنا الدولة في حالنا، وأن تكفَّ أذاها عنا، وألا تعوق حركتنا، وتسلط علينا زبانيتها يسوموننا سواء العذاب والهوان!
فانظر يا أخي كم يكون الفرق بين مَن وراءه دولة تؤيّده ومن وراءه دولة تقيّده!.