في خواتيم المؤتمر، شكرني الأمير الحسن بن طلال شكرًا خاصًّا، وتحدَّث معي حديثًا خاصًّا، وكان مما قاله لي: لقد رأيت أن وجودك معنا كان مثمرًا ومتميِّزًا، فأرجوك ألا تبتعد كثيرًا عنا.
قلت له: تعلم سيادتكم أني عضو في مؤسسة آل البيت، وأحضر إلى عمان في مناسبات كثيرة،
قال: ولكني أريد أن تقترب منا في منتدانا هذا، فنحن لا نريد عروبة مجافية للإسلام، ولا متبرئة منه،
قلت: إن العروبة الحقيقية لا تستغني عن الإسلام ولا تنفصل عنه، والشاعر المعروف محمود غنيم يقول:
إن العروبة لفظ إن نطقت به ** فالشرق والضاد والإسلام معناه!
والمصريون، ومثلهم المغاربة أهل الشمال الإفريقي، لا يفرقون بين عروبة وإسلام، ولا بين عربي ومسلم. فإذا قال أحدهم: اللهم انصر العرب. تعني تمامًا: اللهم انصر الإسلام والمسلمين.
قال: وهذا ما نريد أن نشيعه ونثبته، على أن يكون الإسلام الذي نتبنَّاه هو الإسلام المستنير، الإسلام المتوازن، لا إسلام المتشدِّدين الغلاة، الذين صوّروا الإسلام وكأنه غول مخيف أو وحش مفترس،
قلت: بل إسلام الوسطية والاعتدال، الذي لا غلو فيه ولا تفريط، لا طغيان ولا إخسار، كما أشار القرآن إلى ذلك في قوله: {وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ * أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]، وهذا ما أؤمن به وأدعو إليه وأحرص عليه،
قال: ولهذا نريد قربك منا؛ لتفيدنا في بيان هذا المنهج وشرحه،
قلت للأمير: لن أتأخّر عنكم في كل ما أراه يخدم هذا المنهج، ويؤيد هذا التيار،
وشكرت للأمير موقفه وحسن اهتمامه وحفاوته بشخصي.
وكذلك قال لي د. سعد الدين إبراهيم: أشكرك على كل شيء، أشكرك على استجابتك للدعوة، وأشكرك على بحثك الكبير الذي قدّمته للندوة، وأشكرك على مشاركتك الحية في أثناء الندوة، وأرجو أن يستمر تعاونك معنا، وقد رأيت حفاوة الأمير بك، واهتمام الجميع بحضورك،
وقد رددت التحية بمثلها أو بأحسن منها، ودعوت الله أن يعيننا جميعًا على خدمة الأمة، وحسن تثقيفها في دينها ودنياها.