بعد الشكر لله أتقدم بأسمى وباسم ساكنة الولاية بالامتنان والعرفان بالجميل لرئيس الجمهورية والحكومة لاختيارهما للعاصمة الجهوية روصو كعاصمة للزراعة وللإطلاق مبادرة للحكامة المحلية من خلال تنظيم اول اجتماع للحكومة فيها بعد انقضاء اكثر من نصف المأمورية.
ان تظل العاصمة مكة الوطن تتمركز فيها مختلف الأنشطة الاقتصادية والإدارية والسياسية والتنموية وتحتكرها ونفقد حتى الثقة في كل ماهو محلى جهوي فتلك مسالة حان الوقت لتجاوزها فمختلف الدول المجاورة تتمتع بنوع كبير من لا مركزة الخدمات العمومية من حالة مدنية ونقل وتجارة خدمات اجتماعية صحية وتعليمية تشغيلية.
ان المقاربات الأخيرة تشير جميعها الى وجود رؤية وطنية جديدة لدى رئيس الجمهورية السيد محمد الغزواني واحسب ان للاستشاريين مستشاريه دورا هاما في انتهاج هذه السياسة خاصة أولئك الذين خبروا المواطن قبل الوطن فالإصلاحات المتتالية التي تناولت الى حد الأن القطاع العقاري والعدالة او التعليم او الصحة او الصيد او التشغيل والقرض والتعدين تدل كلها على وجود إرادة فارقة للتغيير ولكن تغيير المواطن وعقليته تظل ربما أكبر تحد يواجه الحاكم لهذا المنكب البرزخي الثاوي بين الأصالة المقتبسة والأصالة الظاهرية. اننا نرقب سير تلك الإصلاحات وحيثياتها ومعوقاتها ومدى تناسقها مع البيئة الحاضنة لها بغثها وسمينها إلا اننى سأعرض صفحا عن تلك المثبطات ومعولي على ان امة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلال وان بداية الغيث قطرة وان الأمور بخواتمها وان علينا ان نظهر حسن نوايانا والباقي على الله .
- على المرء ان يسعى ويبذل جهده وليس عليه ان يساعده الدهر
ومن هنا لا اريد تفويت فرصة انعقاد مجلس الحكومة لأول مرة في ولايتي ولاية اترارزة "روصو لكوارب" حيث اريد تقديم ملاحظات سريعة حيث:
- اشتم وأجد ريح يوسف التغيير ولو فندوتموني من خلال هذا التنظيم
- أقول انه يمثل مقاربة جيو اقتصادية وسياسية بل وابعد من ذلك جيوواقعية
- انه يعطى رسالة مفادها ان الوقت حان لننمسك حكامة مقدراتنا الزراعية بأيدينا من خلال الاستثمار والعمل الجاد ومن خلال إصلاح عقاري حقيقي ينصف ملاك الأرض ولكن ينصف أكثر مستغلى الأراضي
- استثمار الاستقطاب الدولي المتعلق المدخلات خاصة الأسمدة والبذور
- استغلال التقطيع الإداري الجديد الذي أنشأ مقاطعة جديدة ببلدياتها وأعنى هنا مقاطعة انتيكان وغيرها
- ان التبعية الغذائية لم تعد مقبولة خاصة بعد ما عانينا منذ جائحة كوفيد وما سببته لنا من مسائل تتعلق بنقل المواد بحريا وباقتنائها ماليا
- ندرة الحبوب على المستوى الدولي وصعوبة تحمل تكاليف تأمينها
- ان الاقتصاديات العالمية اليوم صارت معتمدة على القمح والأرز والألبان او بعبارة واحدة اقتصاد الغذاء
- ان مجلس الوزراء في ينعقد في منطقة حدودية حساسة تمثل شريانا اقتصاديا وممرا اقتصاديا لدول غرب افريقيا اى اننا بالفعل عدنا كما كنا وأكثر همزة وصل بين الشمال والجنوب " وصل اقتصادي ورقمى وامنى وجيوسياسى "
- ان ولاية اترارزة استفادت من زيارات متقاربة لفخامة الرئيس تعلق بعضها بالحملة الزراعية اوبالجسراوبمشروع الشيشية وتتعلق الأن ربما ببعث رسالة الى كافة الموريتانيين قبيل الاستحقاقات الانتخابية مفادها ان المواطن هو الهدف وهو المستهدف بمختلف وسائل التنمية مما يفرض على السياسيين وضع حساسياتهم جانبا والبحث عن الحلول التوافقية فإذا كانت الحكومة مستعدة للتنازل عن العديد من ابهتها وصرامتها من اجل ان تعيش مع المواطن همومه ويلسعها ناموسه وبرده وحراراته وتتقاسم معه كل شيء فأحرى بالنواب والعمد ان يقتربوا من المواطن فخير مثال هو رئيس الجمهورية والوزير الأول والحكومة
- ان التئام مجلس الوزراء في المدينة يقارب في جانبه المادي الرمزي مستوى الاستثمارات التى حصلت في مدينة تيشيت منذ اقل من عشرة ايام
- انه اجتماع محلى في افق استغلال الغاز وتقاسمه مع الجارة السنغال
- اجتماع نأمل ان يتم فهمه في إطار تقريب الخدمة الحكومية من المواطن خاصة ان لقاءا سيتم مع الفاعلين والأطر احسب انه سيتناول مختلف القضايا الوطنية والمحلية
- اجتماع استباقي للشهر الكريم رمضان حيث يبعث برسالة مفادها انه لم يعد من المقبول استيراد مختلف أنواع الخضار بأسعار صاروخية ونحن نتوفر على مقدرات زراعية كبيرة وموارد بشرية ومالية معتبرة
- ان اجتماع مجلس الحكومة هذا سيسجله التاريخ الحديث وستتناوله وسائل الإعلام وستحمله من الدلالات ما غاب ويغيب عنى
وفى الأخير أتوجه الى المجلس الموقر ببعض الطلبات التي أرى انها مدخل للتنمية الزراعية بدونها سنظل نراوح مكاننا:
- إعادة تقسيم الأراضي الزراعية حسب الإنتاجية والمنتجين وليس على أساس الملكية التقليدية
- تخصيص أراضي زراعية للجيش الوطني والاستفادة من خبراته ومن خلال تخصيص مناطق للحرس الوطني والدرك الوطني والشرطة الوطنية وبعض منظمات المجتمع المدنى وبعض المؤسسات التعليمية مخصصة للإنتاج الزراعي للاكتفاء وربما التصدير
- توفير التمويلات الضرورية بالشروط المعقولة ولكن مع تسيير يضمن استردادها وعدم العبث بها
- تخصيص مساحات زراعية كبيرة مستصلحة وتصنيفها ملكية خاصة بالشركة الوطنية للتنمية الريفية صونادير
- الاستفادة من المنح المتاحة والمقدمة من روسيا الاتحادية لصالح بعض دول افريقيا خاصة بالنسبة للبذور والأسمدة
- تشجيع المستثمرين الاجانب من خلال انتهاج مقاربة جديدة تشرك "المستثمر والحكومة والبلدية والتجمع السكنى "على طول الضفة نهر السنغال ويتعلق الأمر هنا بمقاربة جديدة مقاربة حقوقية لا تترك أحدا على الهامش وتسعى الى توفير الحق للمواطن البسيط وللملاك التقليديين وللدولة وترفع من مستوى دفع الإتاوات والضرائب للبلدية انها مقاربة يمكنني تدارسها مع المهتمين
- الاستفادة من التوجه الإيجابي للمستثمرين المهتمين في المجال الزراعي الوطني وهم كثر مما سيتيح العديد من الفرص التمويلية والتشغيلية وغيرها
اردت من خلال هذه الملاحظات السريعة تبيان قراءتي ربما السطحية للنقاط الرئيسية التي بدت لى من خلال التئام مجلس الوزراء في مدينة روصو بعيدا عن المحاباة والمواربة فقد كان بإمكاني ان اردد مع معالي الوزير الأول سنفونية الانجازات وربما ان ازيد على ما ذكره بالحماية الاجتماعية والقرض والتشغيل وإنشاء صندوق الزكاة ومحاربة الفساد وتفريش الجامع الكبير غيرها من المسائل التي أنجزت
ان رئيس الجمهورية ومنذ خطابات وادان -اسبانيا - الاستقلال - تيشيت حاول تذكير الحكومة والمواطن بكل صراحة ولكن لا حياة لمن تنادى " لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون" ان المتتبع لمجريات الأمور يعي بكل بساطة أن هناك لحظة من المسؤولية الصادقة الداخلية لدى رئيس الجمهورية قليل من يتقاسمها معه فهى بالنسبة له مسؤولية تضامنية على الحكومة القيام بها وبالتالي لم يبق امامه إلا ان يجعلكم امام مسؤولياتكم فالمجاملات لم تعد تنطلي لا على الرئيس ولا على المواطنين والمواطن يريد الإنجاز الملموس على ارض الواقع وميدانيا.
رئيس الجمهورية سن تشريعات واختار مسؤولين وجعل هم امام مسؤولياتهم ولم يعد يجامل بل إنه دخل في صميم الموضوع فمن أراد الالتحاق بالركب والبناء فالباب مفتوح على مصراعيه ومن أراد التخلف " فقل نار الجوع واقتناء المواد بأسعار خيالية ونقلها اشد كلفة لو كانوا يعلمون " وقل فرح التجار بذلك وكرهوا ان يستثمروا أموالهم وأنفسهم في سبيل استقلال غذائى مجتمعي إنسانى غير جشع ذلك بانهم لا يستفيدون من مواطن إلا الضعفين او الثلاثة السعر "و فرح المواربون المعارضون الذين لا يصيبهم ظمأ ونصب وكرهوا ان يساندوا المواطن الجمهورى ورئيسه .
ومن حيث الإنصاف فالتئام مجلس الحكومة في مدينة لا تتوفر على بنية تحتية طرقية ولا تنظيمية في وقت قصير يعبر عن إرادة سياسية صارمة تتحدى العراقيل وتسعى الى المواطن حيث كان وتتعامل معه حسب حاجته هو لا حسب حاجتها هي انه نمط جديد في الحكامة وفى التعامل المواطناتى والخدماتي
تلكم ملاحظاتى السريعة وفقنا الله للخير