يظهر اليوم الجمعة 05-03-2021 على الويب موقع الفكر، وهو موقع إخباري، ثقافي، سياسي، جامع يتخذ من الاهتمام الصحفي والثقافي والفكري طابعا له، ويهدف ليكون صرحا إعلاميا موريتانيا ذا إسهام مقدَّر في مجالات اهتمامه.
وهي الشمعة السادسة لمجموعة الفكر الواتس آبية التي ملأت الدنيا و شغلت الناس، فمنها انطلقت فكرة الموقع وكثير من فعالياته الثقافية والإعلامية.
لم تكن السنة المنصرمة ومضة بارق، بل كانت سنة من الجهد والبذل والعطاء والعمل الإعلامي المتعدد المجالات والأنشطة، وستكون الحصيلة بإذن الله وضوحا وتميزا في الرؤية وفعالية في الأداء.
وبمناسبة ظهور الموقع أصدرت إدارته البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من إدارة موقع الفكر
مع ظهور كل مولود جديد على الساحة الإعلامية الموريتانية، يطرح المتابعون أسئلة حيرى، قلَّ أن تجد لها أجوبة مقنعة.
إن ساحة بها مئات المواقع الإلكترونية، وعشرات الجرائد الورقية، وعدة تلفزيونات وإذاعات خاصة، فضلا عن مؤسسات الإعلام العمومي التي تتوسع باستمرار، سيكون دخولها مناسبة شرعية لطرح أسئلة من قبيل: هل نحتاج هذا المولود الجديد؟ وما الذي سيقدمه؟
رسالة الإعلام السامية هي إحدى ركائز النهوض بأي مجتمع؛ فصناعة الوعي لا يمكن أن تكتمل دون إعلام جاد، محترف عارف بمسؤوليته، مؤمن برسالته يمتلك الوسائل الضرورية للنهوض بأعباء نشر المفاهيم الصحيحة، وكشف الفساد، ووضع الحقائق مجردة أمام الناس ليتخذوا قراراتهم على بصيرة.
إنه وسيلة التأثير الأكثر قدرة على الوصول إلى أوسع قاعدة من الجمهور، ومنحه فرصة لاختيار الأحسن والأكثر مصداقية وجدية .
إن الحاجة إلى إعلام جاد تتجدد كل يوم، وتزداد تطلعات الجمهور إلى مزيد من إلقاء الضوء على القضايا التي تهمه، بطريقة متأنية تمكنه من بناء قراراته بشكل صحيح. وهذه هي وظيفة الإعلام المحترف، وهي في نفس الوقت وسيلته لنيل ثقة الجمهور واحترامه.
إن من أخطر نماذج تغييب بعض أجزاء الصورة لدي بعض وسائل الإعلام هو ذلك الذي يخرج حقائق مشوهة، بطمس بعض جوانبها، وأخطر منه ذلك الذي يلبس انحيازاته وآراءه أثواب الحقيقة. فالخلط بين المعلومة وتفسيرها، أو بين الخبر والرأي، يشوه الخبر، ويشوه الرأي، لأنه يخرج مزيجا مربكا لذوي النظر الفاحص، مضلل لجمهور المتعاطين مع وسائل الإعلام.
وما من شك في أن عرض كل واحد منهما وحده، وبيان طبيعته يعطي صاحب الرأي حقه الطبيعي في الدفاع عن رأيه، وتحليله، ويمنحه المساحة الكافية لبيان وجاهته. وفي نفس الوقت يمنح الجمهور حق الاطلاع على الخبر مجردا من آراء صانعيه ومعارضيه.
ولكن الخلط بينهما يحرم الجمهور حقه، ويحرم صاحب الرأي حقه. فهو يظلم الاثنين، ويرسخ ثقافة عدم احترام الجمهور.
ضد السلطة أو معها:
تشوه انحيازات الإعلام العمومي والخصوصي كثيرا من المفاهيم التي تقوم عليها مهنة الصحافة وعلم الأخبار، ومن أكثر المفاهيم التي انحرفت كثيرا وحرفت، مفهوم شائع في الإعلام يعبر عنه بـ: ضد السلطة أوAnti Power والذي يعني في الأصل مقاومة الاستخدام السيء للسلطة. أو النظر إلى السلطة باعتبارها تحاول دائما مغالطة الجمهور. ومحاولة السلطة مغالطة الجمهور واقع في كثير من البلدان، ولكن الأصل أن يبني الإعلام موقفه منها بعد التحقق من كل حادثة بعينها. لا أن يقول: بما أن الأصل في السلطة محاولة مغالطة الجمهور، أو بما أن السلطة متهمة دائما بمغالطة الجمهور، فلا حاجة للتحقق. إن كل أفعالها، وكل أقوالها داخلة في هذا المعيار، وعليه فلا حاجة للتحقق. وهنا وقعت المشكلة، وانخرم ميزان العدل.
حول هذا التشويه كثيرا من وسائل الإعلام خاصة في البلدان محدودة الحريات إلى مؤسسات معارضة سياسية، وخلط بين مفهوم الصحافة الحزبية، وبين مفهوم مقاومة الاستخدام السيئ للسلطة.
وفي الجهة الأخرى اعتبرت وسائل الإعلام العمومية أنها ملك لكل مسؤول منتم للجهة السياسية الحاكمة في أي نقطة من الأرض. فأخطأت التعبير عن كونها عمومية، وكونها ملكا للجمهور، واعتبرت نفسها ملكا لفئة قليلة حاكمة، فأضاعت حقوق الجمهور وفقدت القدرة على كسب ثقته.
من هذا الوعي سنكون إعلاما للجمهور، يرفض مقاومة السلطة لمجرد أنها سلطة، ويرفض مناهضة المعارضة لمجرد أنها معارضة. سيكون شكه في كل ما يصدر عن كل أحد شكا إيجابيا هدفه اليقين، وسيجعل بحثه قبل النشر والتوزيع، وليس بعد النشر والتوزيع والترويج. لن نتستر على مجرم لأنه لا يملك السلطة، ولن نظلم بريئا لمجرد أنه يملك السلطة، وأبعد من ذلك لن نعطف على صاحب سلطة لمجرد أنه يملك السلطة، أو نظلم بريئا لأنه لا يملك السلطة.
سياساتنا:
بما أن السياسات التحريرية هي أساس التعاقد بين وسائل الإعلام والجمهور، فسنشير إلى سياسات أساسية تعطي للجمهور إمكانية محاكمتنا ومساءلة أدائنا على أساسها.
الحقيقة الثابت الوحيد
إن الانحياز إلى الحقيقة هو الذي حرك مبادرة إطلاق موقع الفكر ومنصاته، ولذلك فسنكون مع الحقيقية؛ فهي الثابت الوحيد، فمن كانت الحقيقة في جانبه وجدنا معها، ومن كانت الحقيقة ضده وجد أننا مع الحقيقة.
هناك أكثر من رواية:
إن تحقيق ميزان العدل في نقل المعلومات أمر صعب، ولذلك سنحضر كل الروايات بنفس المساحة، ونعطي مساحة للخبراء لشرح المعطيات، وليس لتوجيهها، ومن ثم تتهيأ الأرضية للجمهور لأخذ الحكم الذي تقودهم إليه المعطيات الماثلة أمامهم.
سنكون صوتا للضعيف، وسنُسمع صوت القوي؛ فكلاهما له الحق في الوجود، وله الحق في التعبير عن رأيه، وله الحق في العدل.
تجافي الإثارة لصالح التأثير:
إن هدفنا الأول هو التأثير لصالح مجموعة من القيم الكبرى التي نؤمن بها، ونعتقد أن في سيادتها خيرا لبلادنا، وللبشرية جمعاء. ومن أول هذه القيم سيادة العدل، والتآخي، والعيش المشترك، والشفافية، والحرية، والديمقراطية.
ونعتقد أن الإثارة لا تغني شيئا في زرع هذه القيم، أو التبشير بها، بل هي عدوتها الرئيسية ووسيلة هدمها الفعالة. ولذلك فسيكون هدفنا هو التأثير لصالح هذه القيم، لا إثارة المتلقي، وشحنه العاطفي.
الصدق قبل السبق:
القاعدة الأساسية في التعاطي مع نقل الأخبار، ستكون الصدق. وليس السبق؛ فنحن ننطلق من قناعة مفادها أن الصدق سبق دائم، وأن نشر الخبر أولا في عصر السرعة ليس ميزة لأحد. هدفنا ألا يحتاج المتلقي إلى البحث عن وسيلة أخرى للتأكد من خبر نشرناه. أن نبني علاقة ثقة تجعلنا مفزع المتلقين للتأكد مما ينشره الآخرون.
المحتوى الأصيل
سنحاول أن يكون محتوى منصاتنا أصيلا، أنتج لها أو أعادات إنتاجه من مواد هي تمتلك حق التصرف فيها. أو تأخذها وفق معايير احترام حقوق الملكية. ما يعني أننا لن نكون بحول الله جزءا من حملات النسخ واللصق .
الوطن أولا:
سيكون وطننا موريتانيا بوصلة عملنا، وستكون مصالحها العليا، واهتمامات مواطنيها، الموجه والحاكم على كل إنتاجنا. سيكون ترابها الحيز الجغرافي الذي نهتم بالأخبار والأحداث فيه، وسيكون كل موريتاني مهما بعد عنها هدفا لتنويرنا، ومحطا لاهتمامنا.
سنأخذ في الاعتبار تنوعها، وننظر إليه بعين تسترشد بمقوم الوحدة الأول الذي اختاره المؤسسون هوية جامعة، وهو الدين الإسلامي، وسيكون دستورها، وقوانينها، وتقاليدها وأعرافها المرعية منارات هادية لأدائنا.
لن نكون منبرا للتحريض، ولا جزءا من الدعاية ضد الثوابت الوطنية. وسنضع المسؤولية الاجتماعية تجاه السلم الأهلي، والانسجام والتآخي نصب أعيننا.
وسائلنا:
لكي نحقق كل هذه الأهداف النبيلة، ونلتزم بهذه السياسات الرصينة سنستعين بالتوكل على الله وسؤاله التوفيق، وبهمم تحركها المصلحة العليا للوطن، ورضوان الله تعالى، وابتغاء وجهه الكريم بخدمة خلقه، وعمارة أرضه.
وسائلنا في ذلك:
- إيماننا بالمبدأ، واستعدادنا للتضحية في سبيله بوقتنا وجهدنا، واستثمار علاقاتنا من أجله.
- وضوح الهدف وقناعتنا بالقدرة على الوصول إليه، مهما بعد ومهما احتاج من وسائل مادية لا نملك منها إلا القليل. ولكننا لا نريد هذه المؤسسة للتربح والتكسب المادي.
- رصيد من التجربة في الحياة العامة، والعلاقات الوطيدة والطيبة بأطياف مختلفة من هذا الشعب، ونخبه، وهو رصيد ثري يؤكد أن المبادرة الرائدة في الوقت الصحيح، إذا أحكم التخطيط لها، ووضحت أهدافها فإن الخيرين يتسابقون إلى دعمها، وتبنيها ويتنافسون في ذلك.
رقم جديد أم رقم إضافي؟
لسنا مجرد رقم جديد ينضاف إلى قائمة المئات من المواقع والمنصات الاجتماعية. نحن رقم إضافي يعزز الإعلام المحلي الذي يمتلك رؤية جادة تطمح إلى إنشاء إعلام وطني محترف، يحترم قواعد المهنة، ويؤمن بحق الناس في المعرفة.
تحريرا في 5 مارس 2021
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل