لم نزل على وفائنا لقضية فلسطين، التي نراها قضيتنا، ونرى الدفاع عنها فريضة علينا، فإن الشريعة الإسلامية تفرض على المسلمين أن يجاهدوا لتحرير كل قطعة أرض يحتلها الأعداء، إذا لم يقدر أهل الأرض على مقاومتهم، وإخراجهم من أرضهم، فتنتقل الفريضة منهم إلى جيرانهم، الأقرب فالأقرب، حتى يشمل المسلمين كافة. هذا هو الواجب مع كل جزء من أرض الإسلام، باعتبار المسلمين أمة واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، كما أن الإسلام يعتبر بلاد المسلمين دارًا واحدة، يسميها الفقهاء «دار الإسلام». وحمايتها وتحريرها مسئولية جميع أبنائها بالتضامن. فكيف إذا كان هذا الجزء هو أرض الإسراء والمعراج وأرض المسجد الأقصى؟!
هذه نظرتنا إلى قضية فلسطين: إنها قضيتنا، وليست قضية إخواننا ونحن نساعدهم! وهذه هي النظرة الإسلامية الصحيحة. وكم حاول بعض الذين لا يعلمون: أن يثنوا أعناقنا عن هذا الموقف، ويقولون: إن أصحاب القضية لا يعتنون بها مثل عنايتكم، وأنا أقول لهم: إنكم غالطون، نحن أصحاب القضية، ولسنا غرباء عنها، أو دخلاء عليها.
إنشائي قصيدة «نشيد العودة»:
وكنت في خطبي ومحاضراتي، أذكِّر أبدًا بقضية فلسطين،، وفي شعري كذلك. وفيما كتبت من أناشيد حماسية يتغنّى بها الشباب. مثل «نشيد العودة». الذي يقول:
أنا عائد، أقسمت إني عائدُ والحقُّ يشهد لي، ونِعْمَ الشاهدُ
ومعي القذيفة والكتاب الخالد ويقودني الإيمان نعم القائد
لغة الدِّما لغتي، وليس سوى الدِّما أنا عن فنون القول أغلقت الفما
وتركت للرشاش أن يتكلما ليحيل أوكار العدو جهنما
يا إخوتي هبُّوا ليوم الموعد هذي يدي، فضعوا يديكم في يدي
لا تذكروا لي الأمس نحن مع الغد ولنا صلاح قدوة، فلنقتد
وحين أُخذت في صيف سنة 1962م بعد عودتي من قطر للإجازة، وأُلقيت في سجن المخابرات المصرية حوالي سبعة أسابيع، أنشأت ثلاث قصائد، إحداها عن فلسطين بعنوان «ثورة لاجئ».