قال المهندس يوسف ندا: لقد اتصلت بك لتضع يدك في أيدينا، لنقيم هذا البنك على أسس إسلامية واقتصادية سليمة، وأن ترأس هيئة الرقابة الشرعية في البنك، حين ننتهي من تأسيسه، وتختار لها من تحب من إخوانك العلماء الذين تثق بقوتهم وأمانتهم.
قلت: عزيز علي والله أن أعتذر من عدم استجابتي لرغبتك، برغم معزّتك عندي، ولكن كثُرت الأعباء عليّ، وهي تعطلني عن عملي العلمي، الذي أرى فيه حياة روحي، وروح حياتي.
قال: يعني يا شيخ يوسف تتحمّل مسؤوليات بنوك شتّى هنا وهناك، وحين يلجأ إليك إخوانك الذين كلهم ثقة بك، تتخلّى عنهم؟!
قلت: والله ما أتخلّى عنهم، ولكن أخشى ألا أقوم بالأمور المنوطة بي كما يجب، ولا سيما أن هذا العمل يتطلب أسفارًا إلى أوربا.
فقال: سنخفِّف عنك ما استطعنا،
وسنعفيك من الأسفار ما أمكننا، وسنعقد بعض الاجتماعات عندك في الدوحة.
قلت: إذن نستعين بالله، ونتوكل عليه، وندعوه أن يقوي ظهرنا.
وقلت للمهندس ندا: ليتك تبعث إليّ بنظام البنك لأنظر فيه مع بعض أقراني، وهل هو قابل للتعديل أو لا؟
قال: نعم، هو قابل للتعديل، ولكم أن تعدلوا فيه ما شئتم حتى يكون متوافقًا مع مبادئ الشريعة الإسلامية.