بدأت أعين المراقبين من القوى المتربصة بالإسلام وأمته، الراصدة لكلِّ حركة في الأمة، وخصوصًا حركة المال والاقتصاد، تكيد للبنك وتشوّش على سمعته، وتزعم أنه يموّل جهات إرهابية، يقصدون حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
بدأت ذلك بعض الصحف الإيطالية، وليس معها أي دليل تقدِّمه، إلا دعاوي عريضة ليس عليها أدنى بيّنة، ثم تلا ذلك فيلم في سويسرا، كل ذلك بقصد تعكير الأجواء، وتخويف الناس، ليسحبوا أموالهم من البنك فينهار، ولا ريب في أن أغلبية الناس لم يبالوا بهذه الدعايات المسمومة، ولكن أقلية من الناس تأثرت بها، فطلبت سحب رصيدها، ومجرّد طلب السحب يحدث هزة ليس في صالح البنك.
الزلزال المالي:
ثم جاء الزلزال المالي والنقدي الذي حدث في جنوب شرقي آسيا، في ماليزيا وإندونيسيا، وانخفاض قيمة العملات انخفاضًا هائلًا مرة واحدة، وأثّر ذلك في كثير من الشركات والمؤسّسات، وبعضها كانت لبنك التقوى معه معاملات كبيرة، وهو من أوليات الأمور التي يعيبها الاقتصاديون: أن تضع بيضك كله أو جله في سلة واحدة، فإذا سقطت السلة، وانكسر البيض، ضاع كل شيء.
ولكن هذا ما كان، مع ظروف أخرى، زادت الأمر تعقيدًا، ولم يكن في الإمكان تدارك الخسارة، ولم يكن لدى البنوك الإسلامية صندوق للتضامن يمكن منه جَبْر الكسر، حتى يصح ويقوى.