قدّم الأستاذ عمر لهذا الحوار بتعريف مركّز، تضمن خلاصة آرائي في الإصلاح والتجديد الإسلامي. وممّا جاء فيه:
ولعل نظرة سريعة على عناوين الكتب التي قدَّمها للمكتبة الإسلامية، تعطي صورة واضحة عن شمولية اهتماماته، والقدر الهام الذي ساهم به في تشكيل العقل الإسلامي المعاصر، وما منحه من الفقه الضروري للتعامل مع الحياة، وتصويب المسار للعمل الإسلامي، وترشيد الصحوة لتلتزم المنهج الصحيح، وتأمن منزلقات الطريق.
فهو يرى أن الحركة الإسلامية تعني مجموع العمل الإسلامي الجماعي الشعبي المحتسب المنبثق من ضمير الأمة، والمعبِّر بصدق عن شخصيتها وآلامها وآمالها وعقيدتها وأفكارها وقيمها الثابتة وطموحاتها المتجدِّدة وسعيها إلى الوحدة.
كما يرى أنه ليس من العدل تحميل الحركة الإسلامية مسؤولية كل ما عليه مسلمو اليوم من ضياع وتمزُّق وتخلُّف، بل إن ذلك هو حصيلة عصور الجمود وعهود الاستعمار، وإن كان عليها بلا شك قدر من المسؤولية يوازي ما لديها من أسباب وإمكانات مادية ومعنوية هيأها الله لها، استخدمت بعضها، وأهملت بعضًا آخر، وأساءت استعمال بعض ثالث.
ويرى ضرورة أن تقف الحركة الإسلامية مع نفسها للتقويم والمراجعة، وأن تشجِّع أبناءها على تقديم النصح وإن كان مُرًّا، والنقد وإن كان موجعًا.
ولا يجوز الخلط بين الحركات الإسلامية والإسلام ذاته، فنقد الحركة لا يعني نقد الإسلام وأحكامه وشرائعه.
ولقد عصم الله الأمة أن تجتمع على ضلالة، ولكنه لم يعصم أي جماعة، أن تخطئ أو تضل خصوصًا في القضايا الاجتهادية التي تتعدد فيها وجهات النظر.