يقول: إن بعض المخلصين يخافون من فتح باب النقد أن يلجه من يحسنه ومن لا يحسنه، وهذا هو العذر نفسه الذي جعل بعض العلماء يتواصون بسد باب الاجتهاد، والواجب أن يفتح الباب لأهله، ولا يبقى في النهاية إلا النافع، ولا يصح إلا الصحيح.
وهو لا ينكر تعدُّد الجماعات العاملة للإسلام، ولا يرى مانعًا من التعدد إذا كان تعدد تنوع وتخصُّص: فجماعة تختص بتحرير العقيدة من الخرافة والشرك، وأخرى تختص في تحرير العبادات وتطهيرها من البدع، وثالثة تُعني بمشكلات الأسرة، ورابعة تعني بالعمل التربوي.
ويمكن أن تعمل بعض الجماعات مع الجماهير وبعضها الآخر مع المثقفين، على شرط أن يُحسن الجميع الظن بعضهم ببعض، وأن يتسامحوا في مواطن الخلاف، وأن يقفوا صفًّا واحدًا في القضايا الكبرى.
ويرى أنَّ على الحركة الإسلامية أن تنتقل من مرحلة الكلام إلى مرحلة العمل على مستوى الإسلام ومستوى العصر -ولا يعفيها من سؤال التاريخ أن تقول: إنها كانت ضحية لمخطَّطات دبَّرتها قوى جهنمية معادية للإسلام من الخارج- وأن تعمل في إطار النخبة والجماعير معًا.
وسوف تنجح الحركة الإسلامية عند ما تصبح حركة كل المسلمين لا حركة فئة من المسلمين.
ويأخذ على بعض العالمين للإسلام حرمان أنفسهم من العمل لخير الناس أو مساعدتهم حتى تقوم الدولة الإسلامية المرجوة؛ فهو يرى أن كل مهمة هؤلاء «الانتظار»، فهم واقفون في طابور الانتظار دون عمل يذكر حتى يتحقق موعودهم.