أود أن أقرع مسامع المتربصين بعيلم الدعوة وفخر الأمة وبدر الملة سماحة العلامة محمد الحسن ولد الددو حفظه الله ومن يضيقون ذرعا بمكانته العلمية وسمعته المتألقة وطنيا ودوليا بأنهم لن يسطيعوا أن يظهروها ولن يستطيعوا لها نقبا، وأنه ليس روبوتا جيبيا أو دمية يدوية حتى يمكن التحكم فيه أو الوصاية عليه، وأن محاولات حصره أو حشر صلاته واتصالاته في زاوية فكرية أو حيز أيديولوجي ضيق هي مجرد ضربة في حديد ونفخة في صعيد، إذ يسمو مقامه المنيف وتتعالى قامته الفرعاء على التصنيف في الحلق السياسية المفرغة والتأطير في الخنادق الفئوية والحزبية لأنه وبكل جدارة واستحقاق مظلة جامعة ومنهل شمولي رقراق يروي من زلال سمته وهديه ودعوته كل وارد ولن تستأثر بمواقفه جهة أو يستبد بآرائه فصيل، كما لن تفلح خفافيش التفخيخ والتأجيج في استدراجه إلى مراهقات الصبيان ومهاترات المشاغبين مع فلان أو علان ومحاسبته في حدث مسرب أو هفوة تربوية لم يحط بتفاصيلها خبرا، ولن يعين الشيطان على أي من إخوانه أو أخواته تشهيرا أو مسا على صفحات التواصل بل يختار الظرف والكيفية والأسلوب ويتوخى الحكمة ويعطي الترياق الناجع والبلسم الشافي والحل المناسب برصانته المعهودة وحنكته الفعالة وأبوته الحانية على الجميع وأخوته المؤلفة بين الكل على بصيرة من علم وعقل وروية، ولن يدع لأي محسن أو مسد معروفا فضلا عليه ولا جميلا دون ما مكافأة من تثمين أو إكبار.
ثم ليعلم رعاة السفه وببغاوات النذالة والوضاعة أن رهانهم على حملاتهم المتتايعة وهيصاتهم المتصلة في تحطيم ألقه والحط من قدره هو رهان خاسر ووهم بائر إذ ليس سوى محاولة يائسة لتعكير صفو السماء وسعي خائب إلى حجب ضوء الشمس الوهاجة بالغرابيل المخرقة، ولن يحتاج سماحته إلى إهدار لحظة من وقته المصون في تبكيت أفواههم المستنفرة وكسر أقلامهم المستأجرة ودحض شبهاتهم الواهية وأقاويلهم الباطلة لأننا معاشر تلامذته وحملة لواء حبه ونصرته لهم بالمرصاد ولإفكهم وتحاملهم بالوصيد ما تعاقب القمران وما اتصلت روح منا بجسد.
وختاما فإننا حينما نرى البغاث تستنسر والأتن تستبغل والفئران الهزيلة تهضم الليوث الضراغم نستشعر الخطر على قيمنا المثلى ونسكب دموع التأبين والتوديع على موروثنا الحضاري الأصيل ثم ننشد مع المعري غير مكسورين ولا مستسلمين قوله:
إذا وصف الطائي بالبخل مادر** وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة** وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة** وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة** ويا نفس جدي إن دهرك هازل.