بكل وضوح
يتسبب تهالك الطرق في خسائر اقتصادية كبيرة لملاك السيارات، ويزيد من تعب ومشقة سالكي الطرق، ويتسبب في بعض حوادث السير، هذا فضلا عن كونه يعيق التنمية، ويعطي مظهرا غير حضري للبلاد.
كل ما تقدم يستوجب منا أن ننتقد تهالك الطرق، وأن نطالب بترميمها، وبإنشاء شبكة طرق عصرية..
لا خلاف على ذلك، ولكن، وأرجو أن تنتبهوا لما بعد ولكن...
لا يشكل تهالك الطرق السبب الأول في مجازر الطرق..إن السبب الأول في حرب الشوارع في موريتانيا هو الأخطاء البشرية، وذلك بنسبة تزيد على 80%، وتأتي السرعة المفرطة على رأس لائحة الأخطاء البشرية المتسببة في حوادث السير.
فكم من حوادث سير مميتة، وقعت على مقاطع من الطرق غير متهالكة، بل وعلى مقاطع في حالة مقبولة، فأغلب حوادث السير التي زرت مكان حدوثها في السنوات السبع الأخيرة وقعت على مقاطع من الطرق ليست متهالكة. طبعا هذا لا يعني أن الحفر وتهالك الطرق لا يتسببان في الكثير من حوادث السير.
1- إن من يتابع حركة السير في بلادنا، ويشاهد كيف يقود الكثير منا بسرعة جنونية، خصوصا في العاصمة، وبالأخص في تفرغ زينة ما عليه إلا أن يحمد الله على أن حوادث السير لا تحصد يوميا عشرات القتلى في بلادنا؛
2- إن من يتابع حركة السير في بلادنا، ويشاهد العدد الكبير من الأطفال والمراهقين الذين يقودون السيارات بشكل طائش ومتهور ما عليه إلا أن يحمد الله على أن حوادث السير لا تحصد يوميا عشرات القتلى في بلادنا؛
3- إن من يتابع حركة السير في بلادنا، ويشاهد العدد الكبير من السائقين وهم منشغلون بهواتفهم أثناء القيادة ما عليه إلا أن يحمد الله على أن حوادث السير لا تحصد يوميا عشرات القتلى في بلادنا؛
4 - إن من يتابع حركة السير في بلادنا، ويعجزه - إلا فيما ندر - أن يشاهد سائقا واحدا يضع حزام الأمان ما عليه إلا أن يحمد الله على أن حوادث السير لا تحصد يوميا عشرات القتلى في بلادنا.
5 - إن من يتابع - بتأمل - كيف نقود سياراتنا في هذه البلاد، سيخرج باستنتاج غريب مفاده أننا نقرر يوميا أن ننتحر بشكل جماعي من خلال طريقتنا الغريبة في السياقة، ولكن حفظ الله هو الذي ينجينا من الكثير من الحوادث المميتة، والتي نعمل بكل جهودنا من أجل وقوعها.
إن الأخطاء البشرية هي المتسبب الأول في حوادث السير، وتبقى التوعية هي الوسيلة الأنجع لمواجهة تلك الأخطاء، ولذا فإننا ندعو كل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى حملة توعوية في مجال السلامة الطرقية لمدة ثلاثة أيام، تحت شعار "السلامة الطرقية مسؤولية الجميع"، وذلك هو أقل ما يمكن أن نقوم به اتجاه عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين توفوا بسبب حوادث سير.
الصورة المرفقة من حادث سير مميت (2017) وقع على طريق نواذيبو، وكان على مقطع غير متهالك.