الإهانات التي تعرض لها الرئيس الفرنسي ايمانويل مكرون خلال زيارته للعاصمة كنشاسا على يدي الرئيس الكنغولي، و كما شاهدالعالم ذلك من الصورة، فقد كانت لغته فيها إهانة وتحقير للرئيس الفرنسي ويرجع السبب في ذلك إلى أن مكرون شتمه في نفس المؤتمر الصحفي وقال له أنتم لا تعرفون كيف تحكمون بلدكم، .. بلادكم لا تحتوي على أي سيادة عسكرية ولا أمنية ولا إدارية.
الرئيس الكنغولي والصحافة في ردهم على الرئيس الفرنسي ذكروا أن فرنسا قتلت 10ملايين مواطن كنغولي، و أنها هي من أشعلت الحرب الأهلية في الكونغو، وـنها هي التي تمول المتمردين وتطعن الكونغو في الظهر..
وجاء "رد الرئيس الفرنسي" (أنتم الفاشلون). وهنا انفعل الرئيس الكونغو لي، مقاطعا له " أنتم الذين تسببتم في هذا، وأنت لم تأت إلى هنا كي تعطينا نصائح لست أبانا ولسنا أطفالا عندك كي تنصحنا.
وعنونت قناة الجزيرة للخبر " خلال مؤتمر صحفي على الهواء.. رئيس إفريقي يمد أصبعه نحو ماكرون مخاطبا انظر إلينا بحترام بعيدا عن الأبوة والإملاءات“
وفي التفاصيل أثار المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بنظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، يوم أمس السبت، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب "احتكاك دبلوماسي" حدث بين الرئيسين، أو لعبة "البينغ بونغ" كما أطلق عليها ماكرون.
وبدأ الأمر بسؤال طرحته صحفية من وكالة الأنباء الفرنسية، حول تصريح مثير للجدل لوزير الخارجية الفرنسي السابق، جان إيف لودريان، عام 2019 حين أشار إلى أن نتائج انتخابات الرئاسة في الكونغو الديمقراطية كانت نتيجة ترتيب مسبق، بين الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا، وفيليكس أنطوان تشيسيكيدي، ولا علاقة لهيئة الانتخابات في البلاد بذلك.
كما جاء أيضا في راديو أوكابي التابعة للأمم المتحدة في الكونغو "ايمانويل مكرون منذ عام 1994- آسف أن أقول ذلك بهذه العبارات القجة أو الواضحة- لم تتمكن( مخاطبا الرئيس) من استعادة السيادة العسكرية أو الأمنية أو الإدارية لبلدك إنها حقيقة يجب ألا نبحث عن المذنبين في الخارج يعني لا تتهم فرنسا" وقال الرئيس الفرنسي في نفس المؤتمر لنكن واضحين منذ عام 1994، بلدك لم يستطيع استعادة لاسيادة عسكرية ولا أمنية ولا إدارية، هذه الحقيقة التي ينبغي البحث فيها.
لا تبحث عن مسؤولين خارجها يجب ألا ننسى أيضا ما هي المسؤولية التي يجب القيام بها هنا ليس من مسؤولية فرنسا أن تفعل ذلك لإقامة العدل لا تلومو فرنسا على أوضاع أنتم المسؤولون عنها، إنها حقيقة واضحة لنكن واضحين حتى النهاية وتحديد المسؤوليات بما في ذلك مسؤولية الكونغو بما في ذلك من مسؤوليات..
وهنا ورد سؤال لأحد الصحفيين الموجودون في المؤتمر للرئيس مكرون قائلا سؤالي للرئيس مكرون: يعرف رئيس الكونغو جيدا تورط فرنسا في الإبادة الجماعية في رواندا ودخول عناصر المتمردين إلى الكونغو وإدخال أسلحة وذخائر وجنود مسلحين رغم معارضة حكومة الكونغو، وقد مات 10ملاين، بسبب النزوح والحرب والأمراض، فكيف تنوي فرنسا حل هذه المأساة، أنا شخصيا أقول لك أنت الذي صنعت هذه الكارثة وفرنسا سبب كل مشاكل الأمن في شرق الكونغو فهل تنوي جبر الضرر الذي يتعرض له الشعب الكنغولي. سؤال الثاني فرنسا تمتنع عن إدانة رواندا والأمم المتحدة تطالب فرض عقوبات ضدها ولكنكم تقفون ضد هذا بقوة لماذا هذا التكاسل والتخاذل مع الشعب الكونغو لي كيف تشعر بالذنب تجاه مقتل 800 ألف رواندي ولا تشعر بالذنب حيال مقتل 10ملايين كونغولي حتى أن فرنسا منحت 20 مليون دولار لرواندا الدولة المعتدية على الكونغو كيف تطالبنا باعتبار فرنسا دولة صديقة.
فرد عليه الرئيس الفرنسي الوضع الدراماتيكي الذي ذكرته والحربان اللتان أدتا لملايين الوفيات في بلدك أرفض الاختصار المخل الذي ذكرته، و لا تقع كل المسؤولية على فرنسا.
هذه الإجابة استفزت الرئيس الكونغو لي الذي رد الصاع صاعين لنظيرة الفرنسي وقام بإهانته وقال أنتم لا تعطونا دروسا لسنا أطفالا ولست أبونا، وذكره في تصريحات لوزير خارجية فرنسا في عهدي مكرون حيث قال انه الانتخابات الكنغولية مزورة وانه الرئيس السابق لدولة الكونغو لوران قابيلا كانت مزورة كما نشر في الصحف الفرنسية قال ان هذه الانتخابات تمت تسويتها على الطريقة الأفريقية.
ردالرئيس الكنغولي: أنتم تزورون الانتخابات وتستخدمون بطاقات الموتى للتزوير عندكم وفي أمريكا تزورون الانتخابات يعني كلنا نزور ونصمت على التزوير ”هذا ما يجب أن يتغير في علاقتنا مع فرنسا بصورة خاصة ومع أوروبا
والغرب بصورة عامة، عند تعاملكم مع أفريقيا عندما تحدث مخالفات في الانتخابات الأمريكية لا نتحدث عن حل وسط أمريكي كذلك عند انتخاب شيراك رئيسا لفرنسا كانت هناك فضيحة وتزوير في لانتخابات، فالناخبون المتوفون صوتو آنذاك لم نتحدث عن حل وسط فرنسي أعتقد انه يجب أن يكون هناك احترام عندالنظر لبعضنا البعض يجب على فرنسا وأوروبا تغيير طريقة نظرها لإفريقيا وأن بتحترمونا باعتبارنا شركاء حقيقيين وليس بإعطاء دروس أبوية عن الصواب والخطأ وما يجب أن نفعله وما لا نفعله،
فرد عليه الرئيس الفرنسي. أولا أعتقد انه جيد جدا لأننا نزيل حالات سوء الفهم من خلال لعبة "بينج بونج" وأريدك أن تعرف انه عندما تقع مشاكل انتخابية في أمريكا أو فرنسا فإن الصحافة تدين هذه المخالفات و تنشرها بنفس الأسلوب عندما تنشر عنكم لذلك لا يوجد ازدواج معايير في هذا الشأن، وهذا دور الصحافة الحرة عندما يطرح صحفي فرنسي سؤالا عليك فإنه لا يعبر عن فرنسا لكنه تتحدث عن كل شيء نتحدث عنه من الإختلاس وينشر عن اكثر من ذلك بكثير، تحاول أن تقول الحقيقة أنها صحافة مستقلة لذلك لا تنزعج من الصحابه عندما تنشر هذه الامور عندما يطرح صحافي فرنسي هذا السؤال، فهو لا يعبر عن حكومتنا.
كي نفهم الإهانات والتوبيخ الذي جرى في هذا المؤتمر الصحفي، الرئيس الفرنسي مكرون زار أربع دول إفريقية وآخر دولة قام بزيارتها هي دولة الكونغو خلال هذه الزيارةماكرون أعلن عن سياسة جديدة لفرنسا، وقال إن السياسة القديمة وهي سياسة إفريقيا الفرنسية انتهت وكان في فرنسا نظام يسمي إفريقيا الفرنسية وهي دول كانت فرنسا تحتلها
وتطبع لها عملا تها وتضع قوانينها، ومكرون قال هذه السياسة انتهت وسوف يقوم بسحب القوات العسكرية من غالبيةالمواقع في افريقيا لكن ستبقى قواعد عسكرية تدار بالشراكة مع الحكومات المحلية.
الدول التي زارها ماكرون: آنغولا والكونغو والغابون.
ونقلت إذاعة رواندا ، أن الرئيس ماكرون ذكر للرئيس الكونغولي أن مشاكل الكونغو الحالية هي نتيجة لضعف حكومة البلاد، التي فشلت في ترتيب الأمور منذ عام 1994 ،
و دون الصحفي الكونغولى بونيفاس موسافولي عن هذا الموضوع حيث قال. "لم تكن قادرا " هذه هي عبارة ماكرون التي ستظل في الأذهان لفترة طويلة، منذ زيارته إلى كنشاسا "قادر" في صيغة المفرد او "قادر" في صيغة الجمع ؟ بصيغة المفرد تعني فيليكس تشيسكيدي (2019-2023) وبصيغة الجمع تعني جمييع قادة جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ العام 1994 ،
كما نشر حساب باسم الكونغو : مازلت متشككا بشأن حسن نية أولئك الذين هاجمونا هل تستطيع رواندا الاستغناء عن نهب المعادن من شرق الكونغو؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فهذا هو المكان الذى سأتحقق فيه من التزامات إيمانويل ماكرون فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على رواندا.
وجاء في تصريح للرئيس فيليكس ، لا أثق في نية ألئك الذين اعتدو علينا ولا من يبرر هذا الإعتداء (فرنسا) والعدوان لنهب الثروات الاقتصادية للكونغو من قبل رواندا على وجه الخصوص التى تمول هذا الهجوم ، الآن السؤال هو كيف يمكن لرواندا الاستغناء عن عن النهب الممنهج لثروات الكونغو منذ 20 عاما وإذا كان الامر كذالك فسيتم التحقق منه إذا لم يلتزم ماكرون بفرض عقوبات عليها،