وأهل السنة وحدهم هم المقصِّرون في نشر الدعوة، والأزهر هو المسؤول الأول عن هذا الأمر، ويجب أن يمكِّن من أداء هذه الرسالة في أنحاء العالم، وأنا أحملك في هذه القضية التبعة الأولى.
قال د. الباز: إني موافق على كلامك كله، ولكن مثلك لا يخفى عليه أن السياسة تدخلها المخاوف والتوازنات بين الأمور بعضها وبعض، ومن ذلك: أن الدولة تريد للأزهر أن يقوى، ولكن لا تريده قوة في مواجهة الدولة.
قلت: ولما ذا لا تعتبره قوة للدولة نفسها؟ فهو رسولها إلى العالم الإسلامي، هو القائم بحماية الإيمان والأخلاق في الداخل، وهذا كله يقوي الدولة ولا يضعفها.
قال: ليس كل الأزهريين مثلك، يستطيع أن يضبط كلامه، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، كما علمت أنّ لك مطلق الحرية هنا، ومع هذا تقدِّر هذه الحرية، وتضع الأمور في موضعها.
قلت: الناس لن يقدِّروا نعمة الحرية إلا إذا عاشوها ومارسوها، ومع هذا لا بد أن توجد أخطاء، وعلى الناس أن يصححوا أخطاءهم.
وهنا دعانا مُضَيّفنا إلى مائدة الغداء، وقال الدكتور: إنّ حديثنا لم ينته، لا بد لنا من أن نلتقي مرة أخرى، فالحديث عن الأزهر ورسالته في الداخل والخارج أمر يجب أن يأخذ حقّه، ولعلي أراك حين تنزل مصر في بعض الأوقات.
قلت: أنا أنزل كل سنة في الإجازة الصيفية، قال: لنحرص على أن نلتقي لنكمل حديثنا.
قلت: أنا حاضر لكل ما فيه خدمة ديننا وأوطاننا وأمتنا ورسالتها الحضارية، أرجو ألا يكون المانع من قبلكم، وبعد الغداء، ودعته وانصرفنا، على أمل اللقاء.