ينادي التاجر الخمسيني من الجزائر على معروضاته من التمور ودقيق الحلويات وتلوح في يده رزمة من الأوراق النقدية تكشف عن رواج معروضاته قبل يوم من حلول الشهر الفضيل.
الأعلام الجزائرية تغلف المعروضات هنا من التمور أو علب الدقيق والمواد الاستهلاكية، بل وجدت طريقها إلى لافتات المحلات والطلاء الخارجي لمحلات السوق المكتظ على أطراف المطار القديم بنواكشوط..
إلى وقت قريب كانت الشاحنات المحملة بالبضائع الموردة من الجزائر ترابط غير بعيد ويتولى الباعة تسويق حمولتها المدعومة للمواطنين الذين بدأت أعينهم ترقب هذه السوق التي تنمو يوما بعد آخر..لتصبح قبلة الباحثين عن السلع التمونية بأسعار أرخص..
إنها نموذج للتبادل التجاري بين الأشقاء يعلق أحد المواطنين، فيما يراها آخرون تطبيع اقتصادي وتهريب للمواد المدعومة تحت سمع وبصر السلطات!!
التمور الجزائرية عرفت طريقها لمائدة الإفطار في موريتانيا منذ فترة، لكن هذا العام لا منافس لها في السوق ومع ذلك ما تزال المضاربة في النوعيات الجيدة تعيق تسويقها على نطاق واسع كما صرح أحد الباعة لموقع الفكر.
وإذا كان المغاربة اختاروا الاستثمار في اللحوم الحمراء والخضروات والفواكه، فإن الجزائرين فضلوا المواد التموينية الأخرى والمدعومة في بلدهم لتسويقها في نواكشوط يعلق أحد باعة السوق.
معروضات السوق الجزائري تكشف عن انتقائية في السلع والتي في أغلبها تمور أو معلبات غذائية أو مواد تموينية مصنعة في الجزائر في مقابل الندرة في سلع أخرى أكثر أهمية كزيوت الطعام مثلا!!!
أسواق الفارين من غلاء الأسعار التي أخذت طريقها في الآونة الأخيرة تحمل أبعادا تجارية واجتماعية وحتى سياسية لكن هم المستهلك الأول يظل في تأمين احتجاجاته التموينية في رمضان وبأسعار مناسبة، فما يؤدى الواجب به واجب يعلق أحد المتسوقين.