
بات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا محط أنظار العالم، إذ يعول عليه الجميع في قيادة عملية التحول الأخضر، في ظل سياسات دولية تشجع على اعتماد الطاقة المتجددة بديلًا للوقود الأحفوري.
وتتأهب القارة السمراء لقيادة طفرة عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر خلال السنوات المقبلة، مع مشروعات ضخمة في مصر والمغرب وموريتانيا؛ ما يجعل أفريقيا في أفضل وضع لتلبية الطلب الأوروبي المتوقع.
وبلغت قدرة مشروعات المحلل الكهربائي المعلنة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا 114 غيغاواط بنهاية فبراير/شباط 2023، منها 70 غيغاواط في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، مع استحواذ موريتانيا وحدها على 50% من الإجمالي، وفق تقرير حديث لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وشهدت أفريقيا إعلان إجمالي 52 مشروعًا للهيدروجين الأخضر، مع توقعات بتسارع حادّ في الإنتاج بعد عام 2025، لتصل القدرة الإنتاجية إلى 7.2 مليون طن بحلول نهاية عام 2035.
ويتوافق سعي الدول الأوروبية لتعزيز وارداتها من الهيدروجين الأخضر مع الإمكانات الهائلة لتطوير هذا الوقود النظيف في القارة السمراء، ما يجعل أوروبا وأفريقيا المحرك الرئيس لنجاح اقتصاد الهيدروجين حول العالم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبصفة خاصة، تحتلّ دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى موقعًا إستراتيجيًا لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر الناجح، إذ تمتلك جنوب أفريقيا وحدها 90% من احتياطيات معادن مجموعة البلاتين عالميًا (البلاتين والروثينيوم والروديوم والبلاديوم والأوزميوم والإيريديوم)، وهي عناصر مهمة لإنتاج المحلل الكهربائي بغشاء البوليمر.
مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر والمغرب
تستهدف معظم مشروعات الهيدروجين الأخضر المعلنة الأمونيا بصفتها منتجًا نهائيًا للتصدير إلى أوروبا، بقيادة مصر، التي تتمتع بموقع جغرافي فريد بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، بالإضافة إلى وجود قناة السويس؛ ما قد يجعل البلاد مركزًا مهمًا للطاقة الخضراء.
وتحتلّ مصر المرتبة الأولى من حيث الدول المرشحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مع وجود 21 مشروعًا قيد التنفيذ، وفق تقديرات ريستاد إنرجي.
وأبرمت شركة سكاتك النرويجية اتفاقية مع الحكومة المصرية لتطوير منشأة لإنتاج الأمونيا الخضراء، بقدرة تصل إلى 3 ملايين طن سنويًا، التي ستُصدَّر أساسًا إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
كما تتطور شركة مصدر الإماراتية بالتعاون مع شركة حسن علام المصرية مشروع في العين السخنة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ بهدف إنتاج 2.3 مليون طن سنويًا من الأمونيا، بالإضافة إلى عدّة مشروعات أخرى تهدف لاقتناص فرص تصديرية بالسوق الأوروبية.
بينما يشهد المغرب -أيضًا- طفرة في مشروعات الهيدروجين الأخضر، أبرزها استهداف إنتاج 900 ألف طن سنويًا من الهيدروجين عبر مشروع آمون للطاقة الشمسية، الذي تطوّره "سي دبليو بي غلوبال" بالتعاون مع شركة بكتل الأميركية.
كما أعلنت شركة توتال إرين الفرنسية مشروعًا آخر لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب بقدرة 710 آلاف طن سنويًا، بالإضافة إلى عدّة مشروعات أخرى تشهدها الدولة العربية.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك، جاءت مصر في مقدمة مشروعات الهيدروجين في الدول العربية، بنحو 23 مشروعًا، في حين احتلّ المغرب المرتبة الخامسة عربيًا بـ7 مشروعات مخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء،
المصدر الطاقة














