لا يخفي علي أي مسلم أن موضوع القرآن كله هو الإنسان، ولكن ليس معني ذلك أن جميع الإنسان يدرك هذه الحقيقة بمعني أنه جاء في القرآن كثير من الآيات تبين للإنسان أن القرآن أنزله الله إما لهداية من اختاره لها
ولاقامة الحجة على من حرم هذه الهداية(يقول تعالى فمنهم من هدي الله ومنهم من حقت عليه الضلالة}} ويقول تعالي:{{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}}، ويقول في آية أخرى في شأن هؤلاء المحرومين من الهداية :{{ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا به إلا أن يشاء الله}}.وهذا تاويل قوله تعالى (ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس الى اخر الاية
وذرانا هنامعناها خلقنا ولاينفع فى ذلك تعاطف انساني اوادارة حقوق الانسانالى غير ذلك من الكلام خارج القران
وعليه فعلينا نحن المسلمين الذين هدانا الله وعلمنا انكل ماجاءمن عند ربنا هو الحق – أن يكون لنا شكر خاصا لخالقنا كما قال المؤمنون قبلنا {{الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق}}.
ويقول تعالي هنا أيضا:{{أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمي}} وهذا يعني أن علي كل من وفقه الله لقراءة هذا القرآن في شهره الذيا نزله فيه لهداية البشر أن يفعل فيه ما طلبه ربه منه عند قراءته يقول تعالي:{{أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها}} وفي آية أخرى {{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}} وفي ثالثة:{{ أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت ءاباءهم الأولين}}.
وعلي كل حال فإن تدبر القرآن عند تلاوته يتميز به أجناس الإنسان الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أي يتبين أشكالها الموجود توضيحها في القرآن، ولكن قبل تفصيل أشكال وضعية المؤمنين بااللهوكلماته في القرآن علينا أن نعود إلي تفصيل العموميات التي يتفق عليها جميع المؤمنين بالله واليوم الآخر.
ومن هذه العموميات المتفق عليهاهي هذه الظواهر التي نحن موضوعها، ومع ذلك لا قدرة علي تغييرها لانبى مرسل ولاملك مقرب فضلا عن ادعياء زعامة الدنيا بجميع اشكالهميستطيع التغيير.
الاول : منهذه الظواهرهو وجودنا في هذه الحياة علي شكلنا الحالي وتدرج حياتنا داخل هذا الكون الذي وجدناه أمامنا وجودا لا دخل لنا أبدا في خلقه ولا دوام و جوده ولا تسييره، مع أنه يظهر أنه خلقكله لمصلحتنا: لأن ما مرئي في هذا الكون إلا وذكر القرآن علاقة انتفاعنا بوجوده من غير قدرة علي التصرف فيه.يقول تعالى وسخرلكم ما فى السماوات وما في الارض جميعا منه.
ثانيا: كيف تدرج شكل حياتنا في أنفسنا: {{الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة}} وهذا الشكل خاص بالتطور المعمول به في أجسامنا من غير استطاعتنا لأي تغيير فيه مع تفاضل تمتعنا بحالات أجسامنا هذه، ولكن لا قدرة علي تغيير ذلك التفصيل في حياتنا، ونفس الشيء في تطور خلقنا وفي تطور اختلاف هذا الخلق يقول الله تعالي :{{ لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور}}.
فالتوافق في كيفية خلقنا مفروضة علينا وكذلك الاختلاف بين خلق جنسنا مفروضعلينا ايضافلا نملك أن نغير فيها لا عند تكوينها ولا بعد خلقها، ونحن جميعا نتيقن أن أي واحد منا لا يمكنه أن يغير كيف خلق ولا من أي شيء خلق ولا علاقة له باختيار ما خلق منه فقوله تعالي: {{هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفي من قبل}}.فهذا يعني أن أي إنسان مهما كانت عظمته عند نفسه لا يمكنه أن يدعي أنه خلق من معدن غير معدن الطين، ولا أن تصوره في الأرحام كان علي شكل خاص به، ولا أنه هو الذي عين والديه ليكونا هما أصله، كل هذا وما سيأتي يتفق الجميع علي ان الانسان لا حيلة له في تغييره.
ومن المتفق عليه أيضا قضية مدة وجود الحياة ووحدة الانتقال منها، فلا يستطيع شخص أن يضيف سنة ولا أياما علي عمره، حتى لا يستطيع مهما كانت قدرته الدنيوية أن يغيرها عن ما شاهده مصورا في القرآن في الآيات المتقدمة ومصور في الواقع مفروضا على الإنسان.
ومن هنا نصل إلي خصوصيتنا نحن المؤمنين بالله مع اختلاف حالنا ساعة قدومنا علي الله.
فكان من المعقول أنه ما دام الله أنعم علي الجميع بالإيمان به وباليوم الآخر وما سيجري في الآخرة ومعرفتنا أن العيش في الآخرة نوعين بسبب عملنا في الدنيا، فبعضنا في حياة لا صبر عنها، وبعضنا في حياة لا صبر عليها، وهذه هي حتميةج مصيرنا لا ينفع فيه تفكيرنا نحن خارج القرآن.ولاتصورنا تبعا لاي نص خارج نصوص القران.
وعند بحثنا عن السبب الذي جعلنا نتفق علي وجود تطور واختلاف حياتنا في الآخرة، فلماذا لم نكن اتفقنا علي العمل علي توحيد حياتنا في الآخرة ما دمنا تيقنا أن بعضها لا صبر عنه والأخر لا صبر عليه، والجواب عن السبب وظهور هذا السبب في الدنيا كما ذكر القران هو ارادة الله فى خلق كائنااخر يقال له الشيطانخلقه الله لامتحاننا به كما صرح الشيطان نفسه بذلك بوحى من الله فبعضناجعل الله للشيطان
عليه سبيلا وبعضنالم للشيطان عليه سلطانا
( : يقول تعالى وقال الشيطان لما قضى الامران الله
وعدكم وعد الحق ووعدتكم
فاخلفتكم .
ووعد الله الحق هذاووعد الشيطان المخلوف بعد الموت مباشرة سيكون موضوع الحلقة القادمة من هذا العنوانباذن الله