في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منا إلى إطلاع متابعينا الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل وازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع أحد القامات السياسية ممن لهم إلمام بواقع السياسة في موريتانيا، نحاوره ونستجلي من خلاله ما وراء الخبر.
ضيفنا اليوم هو رئيس حزب " حاتم"، صالح بن محمدو بن حنن.
رائد سابق في الجيش الوطني الموريتاني، شارك في عدة محاولات انقلابية (2000، 2003، 2004م)، دخل السجن (2000، 2004 - 2005م).
دخل البرلمان في العام 2007م، شارك في المنتدى الوطني للديمقراطية بفعالية كأحد المؤسسين وكرئيس له في فترة من الفترات، انضم إلى الأغلبية الحاكمة بعد فترة وجيزة من حكم الرئيس الحالي محمد بن الشيخ الغزواني، ولذلك فقد أجرينا معه الحوار التالي:
موقع الفكر: ما هي نتائج لقاءاتكم الأخيرة مع الرئيس وما الخلاصة التي خرجتم بها؟!
الرئيس صالح بن حنن: مرحبا بكم وشكرا على اللقاء
أعتقد أن لقائي مع فخامة رئيس الجمهورية كان مثمرا وهادفا، حيث تم خلاله نقاش قضايا وطنية هامة ومتنوعة، وكانت وجهات النظر حولها متطابقة، وإن كان لا بد من خلاصة له فيمكنني القول إنني لمست لدى السيد الرئيس إرادة جادة للإصلاح وإصرارا على السعي إليه وهذا في الحقيقة يدعو للاطمئنان ويدفع للثقة.
موقع الفكر: لما ذا انضم حزب حاتم للأغلبية رغم أنه كان معارضا خلال العقد الماضي! ما الذي تغير حتى يغير الحزب موقعه السياسي؟!
الرئيس صالح بن حنن: المعارضة ليست قدرا على حزب حاتم ولا على أي حزب سياسي جاد يسعى للتغيير والإصلاح ويطمح للبناء، المعارضة تكون إلزامية عند ما تفشل الأنظمة أو تعجز عن القيام بمسؤولياتها أو لا تتوفر لديها الإرادة لذلك، وهذه العوامل مجتمعة هي التي جعلتنا نعارض حكومات نظام العشرية، أما الآن فقد لمسنا في النظام الحالي مستوى من الجدية والصدق، ولا يمكننا أن نكون عقبة في وجهه؛ لذلك دعمناه ومنحناه ثقتنا ونأمل أن يبقى أهلا لهذه الثقة.
موقع الفكر: ألا يخشى الحزب من تكرار تجربة 2008 حين دعم النظام حينها قبل أن يعود لمعارضته و "براديكالية"؟
الرئيس صالح بن حنن: الحزب لديه برنامج ورؤية حين يجد نظاما يشاركه فيهما لا يجد غضاضة في دعمه ومساندته، وحين يحيد عنها أو ينكص يكون الحزب في حل من دعمه وإذ ذاك يمكنه أن يعارضه ويقف في وجهه دون خجل ولا وجل.
موقع الفكر: هل نحن أمام نظام جديد أم نظام سابق تغير رأسه؟!
الرئيس صالح بن حنن: من وجهة نظرنا نحن أمام نظام جديد وجاد، رغم وجود بعض الوجوه والقيادات من النظام السابق، لكن النظام ليس أشخاصا بقدر ما هو سياسات وبرامج ورؤى، ونعتقد أن هذا النظام يمتلك هذه الثلاثية وقادر على تطبيقها.
ثم إنه في نظامنا الرئاسي بحكم ما للرئيس من صلاحيات إذا توفرت لديه إرادة إصلاح وتجسدت في رؤية وممارسة كما هو حاصل الآن يمكن القول دون مبالغة إننا أمام نظام مختلف.
موقع الفكر: ملف مكافحة الفساد ما زال يراوح مكانه.. الوضع الاقتصادي هش صفقات التراضي بالعشرات خلال مدة وجيزة ألسنا أمام نسخة مترهلة غير قابلة للإصلاح؟!
الرئيس صالح بن حنن: البلد قادم من بعيد، لقد تركه نظام العشرية في حالة احتضار، وليس من المنطقي أن تعود أجهزته التشريعية والتنفيذية والقضائية للحياة بهذا المستوى من السهولة..
الملف القضائي لرموز العشرية يسير في اتجاهه الصحيح وإن بخطوات متأنية وجادة، والوضع الاقتصادي يتعافى، ولا بد من منح السلطات وقتا كافيا لعلاج الأوضاع؛ فلا توجد وصفة سحرية لحل أزمات الدول خاصة إذا كانت بهذا المستوى من التشعب والتعقيد.
موقع الفكر: ما مستقبل حزب حاتم ! هل سيندمج في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مثل بقية الأحزاب والمبادرات التي دعمت الرئيس واندمجت في حزبه؟
الرئيس صالح بن حنن: حتى الآن لم يطرح هذا الموضوع للتداول سواء مع شركائنا أو في إطار الحزب رغم الشائعات الكثيرة.
موقع الفكر: شاع مؤخرا في الأوساط السياسية عن حوار مرتقب ما هي أجندا هذا الحوار من وجهة نظركم؟
الرئيس صالح بن حنن: لا أستبعد أن يحصل هذا الحوار ولدي قناعة راسخة بأهميته، لكنني لا أمتلك الإجابة الدقيقة على السيناريوهات التي سيتم بها حتى اللحظة.
موقع الفكر: ما هي رؤية حزب حاتم لحل ما يعرف ب"الأزمة الاجتماعية": مخلفات العبودية.. الغبن الاجتماعي..؟
الرئيس صالح بن حنن: حزب حاتم كما هو مبين في خطابه السياسي يدعو لتعزيز الوحدة الوطنية ويرى أن هذا البلد غني بتنوع مكوناته ويجب أن يكون ذلك عامل بناء لا أداة هدم لا قدر الله، ونعتقد أنه حين تتحقق العدالة الاجتماعية ويتساوى المواطنون أمام القانون سيكون تجاوز الاختلالات الاجتماعية أمرا متاحا.
موقع الفكر: وجهت انتقادات عديدة لمعارضي ولد عبد العزيز وأن مواقفهم الأخيرة تدل على افتقادهم لمشروع سياسي حقيقي؟!
الرئيس صالح بن حنن: هذه وجهة نظر نحترمها لأصحابها وإن كنا نخالفهم فيها، فالمعارضون لنظام العشرية كانوا يعارضون نظاما وإن شئت قل منظومة متحكمة ولا يعارضون شخصا ووصفهم بهذه الأوصاف نوع من تقزيم نضالهم والتحامل عليه.
وعلى العموم ققد كانت معارضة نظام ولد عبد العزيز ككل معارضة متعددة الأسباب والدوافع والخلفيات.