في شتاء 1988م، زار الدوحة وزير الداخلية المصري الشهير ببذاءة لسانه، وقسوة قلبه، وتجاوزاته في تصرفاته: زكي بدر، الذي أصدر الأوامر إلى الجنود، في مكافحة المظاهرات ونحوها: أن يضربوا في «المليان»، كناية عن إطلاق الرصاص الحقيقي، وتصويبه إلى صدور الجماهير، وقد ذاع صيته، وحفل سجله بالوقائع المؤلمة، والغزوات المتتابعة للجماعات الإسلامية، من حارب منها ومن سالم، وكان كل عامل في الحقل السياسي يكرهه ويتقي شره، ولا سيما من كان في المعارضة من الأحزاب، وكل من عدا الحكومة وحزبها عنده: لا ينبغي أن يسمح له بالوجود، فضلًا عن التعبير عن ذاته وبرنامجه، بالاجتماع أو بالكلام.