هنالك تصور كان سائدا ولا يزال لدى الأغلبية من هذا المجتمع، ملخص ذلك التصور أن مختلسي المال العام "مجموعة من آفگاريش يگطعوها ويرگعوها".
وأن من يتولى شأنا عاما، ويخرج نظيف اليد قليل المال فهو " أمنيفيش".
هذه الصورة النمطية والتصور الراسخ آن لهما أن يتغيرا، بعد أن رأينا "آفگاريش" وهم يجرجرون إلى المحاكم لا حول لهم ولا قوة، والعار مرسوم على الجباه، والأنصار والمؤيدون يحاولون الدفاع عن "آفگاريش" العاجزين المتهمين.
أعتقد أن من يستحقون لقب "آفگاريش" هم أولئك الذين تولوا المناصب العامة وإدارة الميزانيات التي تقدر بالمليارات، ومع ذلك خرجوا كما دخلوا من باب المسؤولية مرفوعي الرؤوس، منتصبي القامات، لا يخافون توجيه أي تهمة ولا تنابزا بالألقاب.
أولئك حقا هم آفگاريش.
أما مختلسو المال العام فهم وصمة عار في جبين البلد، والقبيل والرهط والعشير والأسرة وفي جباه أنفسهم.
علينا إحياء منظومة القيم من جديد، فالمعركة في هذه المرحلة هي معركة قيم.
علينا أن نراجع كثيرا من تصوراتنا ومسلكياتنا لكي لا نشاهد هذه المشاهد من جديد.