قلت: أشكركم على كل حال. لا شكوى عندي ولا طلب لي، إلا تسهيلات إجراء دخولي: ففي كل سفرة لي إلى مصر، يأخذون الجواز للمراجعة، ويبقى عندهم برهة من الزمن قد تقصر، وقد تطول، ولا أدري ما ذا يصنعون بالجواز: إن كان المراد تصوير صفحاته لمعرفة تحركاتي والبلاد التي أزورها، فهذا يمكن عمله في ثوان، وعلى كلّ حال يتعامل الضبّاط معي في غاية الأدب والاحترام.
وهناك قال الوزير: على فكرة أنا الذي أمرتهم أن يوقفوك، وأنا الذي أمرتهم أن يعاملوك في غاية الأدب. ويمكن أن تمر علينا في الوزارة لنحلّ لك هذه المشكلة، ثم نادى ضابطًا من رفقائه، اسمه اللواء مصطفى عبد القادر «صار وزير الإدارة المحلية فيما بعد» وقال له: يا مصطفى، شوف طلبات الشيخ. فقال اللواء: لا نطلب منك شيخنا إلا أن تتفضَّل عندنا وتشرب فنجان قهوة، ونحل لك بعدها كل المشكلات، خذ تليفوني عندك، بمجرّد وصولك اتّصل بي، ويمكننا أن نرسل إليك سيارة تأتي بك من البيت إلى مكتبنا إن شئت، قلت: شكرًا لكم، وأمر المجيء سهل إن شاء الله.
مهاجمة زكي بدر لي بالباطل:
هذا ما جرى بيني وبين زكي بدر في سفارة مصر بالدوحة، تودد وتلطف ومجاملة إلى أبعد حد... ومع هذا عرفت أنه اجتمع بالمصريين في الدوحة، وقال كلامًا آخر، هاجمني بالباطل، وقال: إنه يأخذ من مصرف قطر الإسلامي في الشهر ثمانين ألفًا، أجر الرقابة الشرعية! وهذا الكلام كله باطل، ونحن لا نأخذ على الرقابة الشرعية أجرًا بل مكافأة، وكانت في ذلك الوقت 20 عشرين ألف ريال في السنة لرئيس الهيئة ولكل عضو فيها.
ثم عرفت أنه ذهب إلى الإمارات العربية المتحدة، وهاجمني هناك، كما هاجم عددًا من العلماء، بدون مبرر ولا ضرورة لذلك.