كان الخروج من مأزق الحرب في الصحراء هو عنوان انقلاب 10 من يوليو 1978 ..غير أن قادة الانقلاب كانوا يفتقدون خطة عمل واضحة للانسحاب والتعاطي مع ما بعد الحرب..واستمر الارتباك مدة عام لم يعرف قادة الانقلاب ما ذا يفعلون فيها بتلك الفيافي المترامية الأطراف التي وجدوا أنفسهم عالقين فيها
وظلت المفاوضات عاجزة عن تحقيق اي شيئ بل إن الوفد المفاوض وجد نفسه تحت ضغوط القذافي وآرائه الخرافية المتمثلة في تحقيق وحدة مع البوليساريو عدو البارحة ليفيق الجميع على وقع هجوم دامى جديد للبوليساريو بعد عام من الهدنة منحته للنظام الجديد في موريتانيا كان هجوم تشله 1979 هجوما دمويا خلف خسائر ثقيلة في الأرواح..بعدها سارع الانقلابيون لتوقيع اتفاقية في 5 من غشت 1979 بالجزائر عجزت الاتفاقية حتى عن تأمين إطلاق سراح أسرى حرب انتهت ..
وفضلا عن ذلك خرج الجيش الموريتاني من الصحراء على عجل ودون ترتيبات مع أحد
كان ضباط العاشر من يوليو يفتقدون الحس السياسي والتخطيط الاستراتيجي فعرضوا البلد لما يشبه الإهانة في نهاية صراع بائس مع بني العمومة ..اما ما هو مغيظ حقا فهو ارتهان البلد لميليشيا البوليساريو حيث وضع نظام ول هيداله مقدرات الدولة تحت يد تلك الميليشيات..التي بدأت تستخدم الأراضي الموريتانية للهجوم على القوات المغربية فضلا عن توافد كوادرها على انواكشوط أحيانا لأخذ النصح وأحيانا لأخذ أشياء أخرى
كان ذاك الوضع السياسي بمثابة تنكر قاس لدماء مئات الشباب الموريتاني الذي قضى نحبه في سبيل الوطن
ذلك كله كان مقدمات لأحداث 16 من مارس الدامية ..