
كتب مختار الدبابي أنّ بعض الأوساط السياسية التونسية تبدو مقتنعة بأن صندوق النقد الدولي سيجد نفسه مضطرا ليقدم لتونس الدعم الذي تحتاجه، وأن الحملات والتحركات التحذيرية من “انهيار” الوضع في البلاد ليست سوى حيلة من الصندوق وكبار المساهمين فيه للضغط على الرئيس قيس سعيد من أجل توقيع الاتفاق الذي يتنافى في جانب منه مع قناعاته الشخصية بشأن السيادة الوطنية، والمعطى الأهم الذي يقف وراء تأخير الصندوق للحسم في الموقف التونسي أن حكومة نجلاء بودن لم تقطع خطوات عملية في تبني الإصلاحات التي يطلبها بشكل واضح.
وفي خضم هذا الجدل تسأل الكاتب لماذا تكتفي الحكومة التونسية بالصمت ولا تعلن عن برنامجها التفصيلي بشأن الإصلاحات الاقتصادية، ولا تقول للصندوق أين وصلت خطواتها، وترسل إشارات مشجعة، خاصة أن هذه الإصلاحات لا مفر منها.
كما تحتاج هذه الإصلاحات كذلك إلى تهيئة للرأي العام المحلي والشركاء الاجتماعيين، وهذا يتطلب اجتماعات وندوات ونقاشات علنية، وهو ما لم تقم به حكومة بودن بعد.
ما يظهر في الصورة حسب الكاتب هو أن اتحاد الشغل يعارض إصلاحات صندوق النقد الدولي، ويلوّح بمواجهتها، لكن لا شيء يمنع الصندوق من الاستنتاج أن الحكومة غير متحمسة أو أنها تناور لربح الوقت وفكرة الرئيس سعيد تقوم في أساسها على تعبئة الموارد الداخلية لتوفير العجز في الميزانية، لكن من أين سيأتي هذا، وماذا تمتلك الحكومة من بدائل، ومن المهم الإشارة إلى أن الحكومة تتحرك في مسار خلق البدائل المحلية بتردد وبطء في وقت تقول فيه كل المؤشرات إنها محدودة، وإن أقصى ما تحققه أنها تساعد على إنجاح برنامج الإصلاح الذي يطلبه صندوق النقد الدولي، ولكنها لوحدها لا توفر أيّ حلول حسب كاتب المقال.
صحيفة العرب













