أفرج حزب الإنصاف مساء أمس الجمعة عن أسماء مرشحيه للوائح الوطنية المختلطة والنسائية والشبابية، لتحمل 51 اسما أغلبها من المجاهيل الذين لا يعرف لهم وجود مؤثر داخل الساحة السياسية، ومن بين هذه اللائحة نالت النساء 35 مقعدا مرشحا، مقابل 16 مرشحا من الفئة الأخرى.
ومنذ صدور لائحة الحزب وموجات الغضب في ارتفاع بين قوى سياسية منضوية في الحزب، وشخصيات سياسية فاعلة فيها.
وقد جاءت لائحة الترشيحات على النحو التالي:
اللائحة الوطنية ..مقربو السلطة في الواجهة
ترأس اللائحة الوطنية لحزب الإنصاف الفريق المتقاعد محمد ولد بمب ولد مكت وهو قائد حلف سياسي قوي في ولاية البراكنة، وأحد الوجوه الأساسية التي ساهمت بقوة في التصدي لمحاولات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز التشويش على الفترة الانتقالية، وكان جهة التنسيق التي كلفتها القيادات العسكرية العليا في البلد إبلاغ الرئيس محمد ولد عبد العزيز رفض المؤسسة العسكرية لسعيه إلى مأمورية ثالثة حسب ماهو شائع ومتداول.
قاد ولد مكت الجيوش الموريتانية سنة بعد وصول الرئيس الغزواني للسلطة وأحيل إلى التقاعد دون تمديد وتمت إجراءات التبادل بسرعة غير مسبوقة، أثارت استياء الفريق المتقاعد، الذي خاض بعد ذلك صراعات سياسية عميقة داخل حلفه التقليدي ضد بعض المجموعات التي فقدت مطامحها الانتخابية أمام قوة حلف ولد مكت، فيما استطاع هذا الأخير تقاسم المناصب الانتخابية مع غريمه اللدود المختار ولد أجاي.
وقد بدأت منذ إعلان ترشيحه حملات مضادة تتهمه بانتهاك حقوق الإنسان خلال إدارته لأمن الدولة، وكذا أثناء عمله ضابطا في الجيش خلال التسعينيات.
يحقق ترشيح ولد مكت عدة أهداف للنظام ولحلفه السياسي من أبرزها:
- حالة من التمييز الإيجابي: تمكن مقرب من شريحة لحراطين من استعادة رئاسة البرلمان التي كانت من نصيبها لعشر سنوات من 2013-2018
- ترضية كبار الجنرالات: الذين لم يسمح لهم بالترشح أو لمقربيهم بذلك
كما أن وصول ولد مكت إلى رئاسة البرلمان قد يقلل من حظوظ غريمه المختار ولد أجاي في الوصول إلى سدة الوزارة الأولى وهي مطمحه الأساسي.
يختلف الناس حول ولد مكت من معجب به وبأسلوبه الرفيع في التعاطي مع مختلف أطياف المجتمع، ومن منزعج منه ومن دخوله للمعترك السياسي.
سهام بنت الناجم: إحدى سيدات القصر الرمادي، تحظى بثقة ودعم من خالها رئيس الجمهورية وتدير جانبا من علاقات القصر مع القوى الشبابية والإعلامية، خريجة من ماليزيا، وسيدة أعمال، دخلت البرلمان عن طريق حزب الاتحاد الديمقراطي الوطني، وهو حزب مغمور، وهاهي الآن تضمن مقعدا انتخابيا لخمس سنوات أخرى – إن شاء الله- بحلولها ثانية في اللائحة الوطنية للإنصاف.
محمد الأمين ولد أعمر: سياسي بارز ومحام من أبرز أنصار الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وسبق أن ترأس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، كما أنه مرشح سابق لنقابة المحامين، ينتمي إلى ولاية تكانت وهو مقرب من الإمارة التقليدية في تكانت، إضافة إلى علاقات مصاهرة تربطه مع القائد السابق للجمارك الفريق الداه ولد المامي.
لولد أعمر يد سياسية متعددة على النظام، تذهب بعض المصادر إلى أنه صاحب "الرأي القانوني" الذي مكن رجل الأعمال سلمان ولد ابراهيم من إعادة قرابة مليار من الأوقية من ودائع الرئيس السابق إلى خزينة الدولة.
ويمكن القول إن دخول هؤلاء الثلاث إلى البرلمان مضمون بنسبة كبيرة جدا، فيما تقوى حظوظ الرابع بشكل كبير، وبنسبة ضئيلة بالنسبة لصاحب الرقم الخامس.
- مريم منت عمارو: سيدة أعمال ومالكة مدارس قلاع العلم في مقاطعة تفرغ زينة، إحدى الناشطات في مجال المال والأعمال، ولا تبدو حظوظها قوية.
- يوسف سيلا: سياسي من قومية البولار وبخؤولة وثقافة راسخة من شريحة البيظان، أحد خصوم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، رجل أعمال وشيخ سابق لمقاطعة امبود، سبق أن تم تداول اسمه في تسريبات ويكيلكس، وتبدو حظوظه كسابقته ضئيلة في الوصول إلى مقاعد البرلمان.
حاول في العام 2013 الترشح من خلال حزب تواصل لكن رغبته لم تتحقق بسبب خلاف بينهما في موضوع الترشح.
لائحة النساء..
- تصدرت لائحة النساء السيدة فاطمة بنت حبيب، وهي طبيبة نساء مطلقة وأم لولد ، تربعت في مناصب سياسية متعددة منذ تعينيها في حكومة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز نهاية 2012، تنتمي منت حبيب إلى مقاطعة المجرية، وقد تولت منصب وزارات المرأة، حيث دخلت في خلاف مع الوزير الأول السابق يحيى ولد حدمين بسبب رفضها الدفاع عن قانون النوع، قبل أن تتم إقالتها وتحويلها مديرة لإحدى المؤسسات التابعة لوزارة الصيد.
- السعداني بنت خيطورة: نائبة شابة مطرودة من حزب تواصل، تنتمي إلى منطقة فم لكليته، استطاعت ربط علاقات قوية مع أطراف نافذة في النظام. سيعززها حلولها ثانية على رأس اللائحة النسائية، حيث تمتع بحظوظ كبيرة في الوصول إلى البرلمان، تحمل بنت خيطورة هم شريحة الصناع التقليديين وتتهم حزبها الذي غادرته بالعنصرية، أثار اختيار بنت خيطورة غضبا شديدا داخل اللجنة النسائية للحزب، وكتبت السيدة المقربة اجتماعيا وسياسيا من رئيس الجمهورية زهراء نرجس إن منت خيطورة" جاءتها الفرصة على طبق من ذهب دون عناء وانتهزتها وسترفس الجميع بأرجلها كما فعلت مع أولياء نعمتها"
ووفق ماهو متداول من معلومات فإن ترشيح منت خيطورة كان بأوامر مباشرة من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
- زينب عبدول: سياسية من الأغلبية رافقت الحزب الحاكم في طبعاته المختلفة، تعود عبدول إلى البرلمان لتواصل مأمورية ثانية بعد أخرى نالتها تحت لافتة اللائحة النسائية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في 2018، حيث كانت الرابعة والأخيرة من منتخبات الحزب عبر هذه اللائحة، تعتبر السيدة زينب عبدول صمب كوريكا من السيدات المستعربات وهي رئيسة جمعية صلة الرحم، وهي أيضا زوج السياسي صو آدما صمبا وهو وزير عدل سابق في حكومة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، ورئيس محكمة الحسابات سابقا.
- فاطمة بنت محمد عبد الله ولد الحسن: مديرة ثانوية التاكيلالت سيدة ثقافة وسليلة أسرة علمية وهي بنت السياسي والإداري والأديب الشهير محمد عبد الله ولد الحسن وشقيقة الراحل الدكتور الأديب جمال ولد الحسن، لا يعرف لها حضور سياسي قبل ترشيحها على هذه اللائحة، وتبدو حظوظها في الفوز أقل من حظوظ سابقاتها، إلا إذا تمكن الحزب من المحافظة على النسبة التي حققها سنة 2018 بحسم أربعة مقاعد في اللائحة النسائية.
- مراها بنت المرابط: تنتمي إلى مقاطعة لعيون وهي إطار بشركة المياه ووالدها القاضي والوزير السابق العلامة محفوظ ولد خطري وهي أيضا مرشحة سابقة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية لبلدية توجنين حيث لم يحالفها الحظ وهزمها مرشح حزب تواصل د. محمد الأمين ولد شعيب، ولا تبدو حظوظ منت المرابط قوية جدا في الوصول إلى البرلمان بسبب حدة التنافس
لائحة الشباب ..مجهولون في واجهة الترشيح
اختار حزب الإنصاف شخصيات مجهولة لدى أغلب قطاعاته الشبابية لقيادة اللائحة الشبابية، وعلى رأس اللائحة السيدة خديجة عبد الله وان وهي أستاذة إنكليزية مقيمة في ازويرات تنتمي إلى مقاطعة بابابي بولاية البراكنة، ولا يعرف لحد الآن أي موجة قذفت بالسيدة وان إلى رئاسة اللائحة الشبابية، ولا يعرف عن وان كثيرا سوى ما تنشره على صفحتها على الفيسبوك التي تحمل نفسا معارضا، مثل تدوينة علقت بها على منشور لأحد المدونين حيث كتبت "بلغ وزارتك بأنها تنمي داخلنا كرها يتضاعف كل يوم حول مهنة التعليم.وليشهد العالم ان موريتانيا جعلت اشرف مهنة، هي اسوأها فى وطن مازال البحث عنه جار.سئمنا من تهديدات الوزير ومن سبقوه وظلمهم وجورهم الذي ارى انه تجاوز ظلم كفار قريش ايام الجاهلية.بالله عليكم من اي طينة هؤلاء؟؟؟"
لم تضف السيدة وان أي تدوينة بعد إعلان ترشيحها سوى تساؤلها الذي نشرته قبل يومين " هو بنكيلي خاسر".
ويحسب للحزب الحاكم ترشيح هذه السيدة المتصالحة مع ذاتها المتشبثة بهويتها، لغة وحجابا.
وإلى جانب السيدة وان ترشح أيضا السيدة سيدي ولد خطري ولد اعل: وكما هو متداول فهو نجل نائب سابق عن مقاطعة النعمة، ويبدو في ترشيحه استرضاء لبعض المجموعات الاجتماعية- على حد تعبير أحدهم. - التي أعرب عدد من قادتها عن استيائهم من تهميشهم في ترشيحات مقاطعة النعمة
وبالإضافة إلى هذين المرشحين فقد رشح الحزب السيد أحمد فيه البركه ولد أباه وهو شخصية غير مشهورة، لا يمكن الحصول على معلومات عنها حتى على محركات البحث عن الانترنت.
أما رابعة المرشحين فهي المهندسة جميلة منت النهاه، ويبدو أنها مرشحة سابقة لرئاسة اللجنة الشبابية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية سابقا سنة 2018، ولا تعرف عنها معلومات كثيرة.
غائبون ومغيبات.. وحالة غضب متصاعد
بدأت منذ إعلان الترشيحات حالات مغاضبة متعددة، وانتقادات لاذعة للترشيحات المذكورة، وخصوصا في اللائحة النسائية، حيث أعلنت عدد من ناشطات الحزب تجميد أنشطتها في الحزب، فيما حملت الناشطة السياسية أماه بنت صيبوط رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المسؤولية معتبرة أنه هو من حدد الأسماء المترشحة في نهاية المطاف.
ومن أبرز الأسماء التي تم تغييبها عن الترشيحات
- جميع أعضاء المكتب التنفيذي لحزب الإنصاف بالإضافة إلى رئيسه
- الفاعلات الأساسيات في المنظمة النسائية للحزب وخصوصا رئيستها المستشارة امته بنت الحاج
- اللجنة الشبابية للحزب والتي نال أحد أعضائها الرقم الخامس في اللائحة الشبابية مما يضعف حظوظه كثيرا في الانتخابات
ورغم كل الانتقادات التي وجهت للحزب بشأن ترشيحاته فإن قادته يراهنون على تمكنه من حسم نسبة معتبرة من الأصوات الوطنية، مؤكدين أن السلطة أدرى حيث تجعل ثقتها، رغم ما أحدثته من حالة غضبومغاضبة وترقب واستياء ولسان حال المغاضبين منشدا:
منزل علب البور ؤلگوير وام اكراع ؤظاية مگت
ماگط اعلي مگت غير اعلي ذالعام امگت.