
لم يجد بائع الخضروات آمادو ما يسلي به نفسه غير تصفح هاتفه الجوال، وذلك بعد ما جهز كل معروضاته الزهيدة من الخضروات والفواكه، واقتعد لنفسه مقعدا في الظل، في انتظار أي وافد إلى سوق المغرب والذي يعد من أقدم أسواق الخضروات والفاكهة بنواكشوط.
يشرح آمدو لموفد الفكر إن حالة الكساد التي تعيشها أسواق الخضروات غير مسبوقة، في رمضان الماضي قد تكون ندرة بعض الخضروات سببا في العزوف عن الشراء، أما هذا العام وهو يشير على جنبات السوق التي تكاد نغص بأنواع الخضر فليس هناك ما يبرر هذا الكساد!!
من على طاولات العرض ليس هناك ما يكشف عن التسعيرة والتي تظل مجالا للمساومة بين البائع والمستهلك في مخالفة صريحة لقانون حماية المستهلك الذي صادقت علية السلطات قبل سنتين تقريبا..ومع ذلك فلدى المتسوقين شعور بتراجع الأسعار عن مثيلاتها بداية الشهر الفضيل.
معروضات السوق في معظمها مستوردة من المغرب في هذه السوق التي يطلق عليها أيضا سوق "المغرب" وهناك تجار مغاربة يزاولون بيع الفواكه والخضروات بالجملة والتجزئة..
وكشف تقرير مغربي أن 60% من إنتاج البلاد من الجزر يجري تصديره لموريتانيا.
البصل والبطاطس أكثر معروضات السوق مع بداية الاسبوع الثالث من رمضان على خلاف بداية الشهر حيث سجل سعر "الربطة" من الصنفين ارتفاعا غير مسبوق يعلق أحد الباعة مما جعل هذه السلعة الرمضانية تخضع لاحتكارات ومضاربات بسبب التذبذب في التموين والعرض.
ويتم استيراد المنتوجين عبر الطريق البري الرابط بين موريتانيا والمغرب.
بضع شاحنات تحمل لوحات مغربية تنتظر دورها في التفريغ على بعد أمتار من المكان.
وكان المغرب قد حظر تصدير بعض الخضروات كالطماطم والبصل والبطاطس إلى موريتانيا والسنغل ومالي بداية شهر فبراير الماضى ضمن إجراءات لتثبيت الأسعار ومنع المضاربات والاحتكار في هذه السلع الحيوية.
ويؤكد مراقبون تضرر الإنتاج الفلاحي المغربي بشدة. بعد عامين من الجفاف وفي ظل تقليص زراعة بعض المنتجات الزراعية التي تتطلب المياه لصالح محاصيل أخرى تتطلب كميات أقل من المياه. إضافة لشح موارد المياه فإن ارتفاع أسعار بعض المواد (الأسمدة والمحروقات وما إلى ذلك)، نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية، كان له تأثير أيضا على الإنتاج الفلاحي.
مما أثر بالتالي على سوق الخضروات والفواكه في موريتانيا.
وحده إنتاج البطيخ شهد انتعاشا كبيرا هذا الموسم في سوق المغرب كما يقول البائع آمدو حيث وصل سعر الكلغ أدنى من 50أوقية قديمة ولأول مرة، وتكاد السوق أن تغص بمعروضاته وهو ما يفسره الباعة بتوجه التجار المغاربة لزراعة هذا المنتج الذي يحتاج كميات كبيرة من المياه في موريتانيا ولما لم يجدوا التسهيلات التي كانوا يتوقعونها لتصدير المنتج إلى السوق المغربي، لم يكن هناك بدا من بيعه في السوق الوطني!!
أزمة البصل والبطاطس فتحت الطريق أمام أصناف من هذه المنتوجات غزت السوق الموريتاني ربما لأول مرة، كالبطاطس الجزائرية التي اعتمدتها المنافذ التي افتتحتها وزارة الزراعة لبيع الخضروات بسعر مدعوم يصل 250أوقية قديم لكلغ البصل أو البطاطس، كما قال أحد الباعة في منفذ قرب كارفور تنسويلم.
بائعات الخضرة في السوق يمضين وقتهن في تقشير الخضروات وتعليبها أو تجزئة البهارات لبيعها بأسعار تتماشى مع القدرة الشرائية المتدنية لغالبية رواد السوق الهاربين من جحيم الغلاء كما تقول المفيدة خطارالتي توشحت بالسواد –ربما حداد على حالة الكساد التي تعيشها السوق وذلك وسط الألوان الزاهية لرزم الخضروات الورقية وثمار البطيخ واليقطين من الوزن الثقيل..!

















