موقع الفكر: إلام ترجعون الأزمة المستفحلة في نسب النجاح في الامتحانات الوطنية، وهل ترون أن هذه النسب الكارثية للنجاح في الامتحانات مظهر من مظاهر الفشل، أم أنها مظهر من مظاهر الجدية والصرامة في التقويم؟
وزير التهذيب الوطني: بخصوص مستوى التعليم بشكل عام في موريتانيا بطبيعته، لن نقول إننا راضون عنه بغية الاستمرار في تطويره كما أقول دائما وكما هو الواقع، وكما أكده القانون التجديدي، فإن التشخيص الذي أجري أظهر عدة اختلالات في نظامنا التربوي وأظهر كذلك ان مخرجات التعليم ليست بالمستوى الذي نطمح إليه ونريده ،ولاتعكس حجم الاستثمار فيه.
وهذا هو ماجعل رئيس الجمهورية، يحدد من أولوياته ضرورة الاهتمام بهذا الحقل من اجل إصلاحه والرفع من شأنه ومستواه، وهذا بطبيعة الحال عبارة عن ورشة كبرى قد بدأت تستهدف العنصر البشري وتستهدف محتوى المناهج نفسها حتى تنعكس وتتلاءم مع التحولات التي تعيشها موريتانيا خاصة والعالم الآخر عامة في مجال التعليم، وأن تكون منفتحة على أن تحمل في مضامينها ومحتوياتها تقنيات وترسيخ قيم المواطنة والرقي بالتعليم بشكل عام.
معنى هذا أننا مبدئيا ومن في الوقت الحالي نود الرفع من شأن التعليم وقطعا هذا هو التوجه الذي نعمل من أجله، ولا أدل على ذلك من نسبة النجاح في الامتحانات التي أثارها احد المتدخلين.
وكل شيء نأخذه بعين الاعتبار ونوليه الاهتمام الكافي.
نتائج امتحانات السنة الماضية لم نتركها تفت والمتابع لهذا الشأن يلاحظ أننا في القطاع أخذنا مبادرات من اجل هذه القضية على تفاوتها بالنسبة للولايات وعلى حجم حضورها بالنسبة لكل ولاية، وافردنا بعض الولايات بتدخلات وبمقاربات حتى نستطيع معرفة وحساب التلاميذ الذين يحضرون في السنوات الاشهادية " الدروس الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة " قمنا بتخصصيهم بجدول عادي يهيئهم لرفع مستوى النتائج على مستوى الوطن.
أعطيكم امثلة على هذا، فقد قمنا بتسيير قوافل لأول مرة في تاريخ الوزارة حيث أخذنا خيرة الأساتذة في المعهد التربوي وفي مدارس التكوين إضافة الى أساتذة الامتياز وأوفدناهم للداخل وجابت هذه القوافل جميع مدارس الولايات تقدم دروس التقوية في مختلف المواد وتستمر هذه العملية حتى قبيل الامتحانات، هذا جهد ينضاف للجهد المقام به على مستوى المؤسسات بالإضافة الى مستوى التقوية ومدة كل قافلة أسبوعين، تتبادل القافلة مع الأخرى وهكذا..
كذلك، من ضمن المقاربات الجديدة التي اعتمدنا ولأول مرة قمنا بفتح فصل مجهز بالتعاون مع وزارة الرقمنة في مدينة النعمة من اجل أ؟ن يتابع التلامذة دروسهم مع أحسن الأساتذة في المواد العلمية ليقدموا لهم الدروس ويتفاعلو معهم عن بعد في ثانوية النعمة، كذلك ثمة شاشات ووسائل لنقل الصوت والصورة يتفاعل التلاميذ مع أساتذتهم ويحلون التمارين مباشرة.
هذه كلها مقاربات جديدة اعتمدناها بغية الرفع من شأن هذا التفاوت والذي يعانيه التلاميذ في الامتحانات الوطنية، ونريد الاستفادة منها للعام القادم إن شاء الله، ونعمل على نفس المبادرة في كل من ثانوية كيهيدي وسيلبابي واتخذنا الاجراءات من ان نعممها على جميع مقاطعات الوطن العام القادم ان شاء الله.
ومن المبادرات الجديدة ولأول مرة اشركنا لمدارس التكوين في مجال التحضير لمسابقة ختم الدروس الابتدائية في الأماكن التي توجد بها هذه المدارس.