
لا يحظى الغاز في أفريقيا باهتمام كبير، رغم ثراء باطن القارة السمراء بموارده الوفيرة، وحاجة اقتصادات الدول إلى إسهامه اقتصاديًا واجتماعيًا.
وأكد هامل، موارد الغاز الطبيعي الوفيرة بالقارة، التي يمكن من خلالها تعزيز اقتصادات الدول، وانتشال الملايين من براثن الفقر، وإقامة البنى الأساسية الضرورية لتيسير تبني تكنولوجيات الطاقة بالمستقبل.
جاءت تلك التصريحات خلال الكلمة التي ألقاها الأمين العام محمد هامل، أمام مؤتمر ومعرض موزمبيق للتعدين والنفط والغاز والطاقة 2023، في دورته التاسعة التي عُقدت في عاصمة موزمبيق مابوتو أمس 26 أبريل/نيسان 2023.
فقر الطاقة رغم وفرة الموارد
أشار الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز إلى فقر الطاقة التام في أفريقيا، إذ إنها الأفقر في العالم -على حد تعبيره-، مشيرًا إلى أن الكهرباء لا تصل إلى 600 مليون نسمة.
تداعيات تغير المناخ على أفريقيا
لفت الأمين العام إلى استمرار اعتماد أكثر من 900 مليون شخص في أفريقيا على وقود الكتلة الحيوية التقليدي، مثل الخشب والفحم، لاستعمالها في أغراض الطهي والتسخين.
وشدد على أضرار استعمال تلك الأنواع من الوقود، إذ تؤدي إلى التصحر وتلوث الهواء وتُسهم في الوفاة المبكرة لما يُقدّر بـ600 ألف شخص سنويًا.
وفي ضوء التوقعات بزيادة عدد السكان إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، وزيادة الإنتاج الاقتصادي بأكثر من 3 أضعاف، وارتفاع الطلب على الطاقة أيضًا بواقع 82%؛ أشار هامل إلى معاناة أفريقيا بصورة كبيرة آثار تغير المناخ، رغم أنها الأقل تسببًا فيه.
وأوضح أن إجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ضئيل للغاية، وتمثّل أفريقيا نسبة تتراوح بين 3% و4% من إجمالي تلك الانبعاثات، رغم أنه يقطن بها 17% من إجمالي التعداد العالمي.
آفاق الغاز في أفريقيا
شدد الأمين العام على أن دعوات التخلي عن تطوير مصادر الغاز في أفريقيا من أجل حماية البيئة "مضللة"، فالقارة السمراء ستكون في مكانة جيدة تمكّنها من الإسهام في الحد من تغير المناخ، كما ستعالج في الوقت ذاته أمن الطاقة واحتياجات التنمية الاجتماعية - الاقتصادية.
وبيّن هامل الدور الحاسم للغاز الطبيعي في هذا الصدد، إذ إن الاستفادة من موارده الوفيرة ستمكّن دول القارة السمراء من تعزيز اقتصاداتها وانتشال الملايين من براثن الفقر وإقامة البنى الأساسية الضرورية لتيسير تبني تكنولوجيات الطاقة بالمستقبل.
إلا أن إطلاق العنان لإمكانات الغاز في أفريقيا لا يخلو من التحديات، وعلى رأسها نقص البنية الأساسية اللازمة لنقله وتوزيعه، بالإضافة إلى إنشاء خطوط الأنابيب ومحطات الإسالة والمرافق اللازمة التي تتطلب استثمارات ضخمة وتخطيطًا طويل المدى.
ودعا هامل في هذا الصدد إلى توفير الموارد المالية اللازمة وتقديم الدعم اللازم من جهات، من بينها بنك التنمية الأفريقي.
كما وصف هامل الغاز الطبيعي بـ"الشريك" لمصادر الطاقة المتجددة، وعامل دعم واستقرار لشبكات الكهرباء، كما يؤدي دورًا حيويًا في إنتاج المخصبات الزراعية والبتروكيماويات.
ميزات هائلة للغاز الطبيعي
في السياق ذاته، عدّد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، محمد هامل، مزايا الغاز الطبيعي، متوقعًا أن يصبح له دور أساسي في تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة في العالم.
وأوضح أن الغاز الطبيعي مصدر أكثر نظافة وكفاءة للطاقة مقارنة بالنفط والغاز، كما أن ملوثات الهواء والانبعاثات مسببة للاحتباس
الحراري الصادرة عنه أقل بصورة كبيرة.
واستشهد الأمين العام بتقرير الآفاق طويلة المدى الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 36% بحلول عام 2050، كما أن نسبته في مزيج الطاقة العالمي معرضة للزيادة بنسبة تتراوح بين 23% و26%، وهي الأعلى بين الهيدروكربونات.
وحتى مع تسارع جهود إزالة الكربون من مصادر الوقود، يُتوقع أن يواصل الغاز الطبيعي نموه ولو كان بسرعة أقل، بحسب الأمين العام للمنظمة.
توصيات لتعزيز الطاقة المتجددة
يحتاج العالم وأفريقيا بصورة خاصة إلى مزيد من موارد الطاقة في مناحي الحياة كافّة، لكنه يجب أن يكون بصورة أنظف وأقل تسببًا في غازات الاحتباس الحراري، بحسب هامل.
ومن أجل ذلك، قدّم الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز توصيات مهمة، من أجل توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والتكنولوجيات المتقدمة.
المصدر الطاقة














