انطلقت على عموم التراب الموريتاني حملة السباق الانتخابي لعضوية المجالس البلدية والنيابية والجهوية في واحدة من أوسع الانتخابات في موريتانيا مشاركة، وأقلها صخبا سياسيا، ومن بين الظواهر المتعددة التي رافقت هذه الانتخابات تنافس عدد من رجال الأعمال في قيادة لوائح انتخابية أو الترشح في اللوائح الجهوية والنيابية في المحليات دون أن يعرف على وجه الإعلان سر هذا الإقبال الهائل على المناصب الانتخابية.
وتظهر لوائح الترشيحات أن كل الأحزاب نالت نصيبا من ترشيح رجال الأعمال، وكان نصيب حزب الإنصاف الأعلى من بين هؤلاء ومن بين أبرز الأثرياء المرشحين لعضوية البرلمان أو المجالس الجهوية كل من:
- محمد ولد الشريف ولد عبد الله لرئاسة المجلس الجهوي في آدرار
- محمد ولد الشيخ لرئاسة المجلس الجهوي في اترارزة
- رجل الأعمال المصطفى ولد محمد محمود رئيسا للمجلس الجهوي في البراكنة
- رجل الأعمال جمال ولد محمد محمود رئيسا للمجلس الجهوي في الحوض الغربي
- رجل الأعمال ماء العينين ولد الغرابي رئيسا للمجلس لإنشيري
- رجل الأعمال محمد سالم ولد عبد الرحمن نائبا عن آسيا
- محمد الغيث ولد الحضرامي نائبا عن النعمة
- عمار ولد أحمد سعيد نائبا للمرة الثانية عن لعيون
- سيدي محمد ولد السييدي نائبا للمرة الرابعة عن الطينطان
- آبه ولد العميري نائبا عن كرو
- ادومو ولد كلاع نائبا عن ألاك
- أبو المعالي ولد منان نائبا عن مكطع لحجار
- محمد فال ولد أحمد سالم ولد العالم نائبا عن روصو
- عالي ولد محمد – أول مرة ويتات سيدي يعرف، نائبين عن كرمسين
- محمد الخامس سيدي عبد الله نائبا عن المذرذرة
- الولي ولد الشيخ وهو نجل رجل الأعمال الحسن ولد الشيخ نائبا عن اركيز
- فؤاد ولد بونه مختار نجل رجل الأعمال أحمد سالم ولد بونه مختار نائبا عن بوتلميت
- السالك ولد حادن نائبا عن مقاطعة واد الناقة
- لمرابط ولد الطنجي نائبا عن الشامي
- خداد ولد المختار نائبا عن بير أم اكريم
- - عالي ولد الدولة نائبا عن بنشاب
- سيدة الأعمال رابي حيدره العمدة السابقة لبلدية السبخة
وإلى جانب حزب الإنصاف تسابقت أحزاب أخرى إلى ترشيح رجال الأعمال ومن أبرزها:
حزب حاتم الذي كان من بين مرشحيه
- رئيس اللائحة الشبابية للحزب: محمد يحيى ولد سيدي أحمد وهو رجل أعمال
- نائب مقاطعة جيكني: رجل الأعمال إسلكو ولد حيده
واختار حزب الكرامة أن يقود لائحته رجل الأعمال الناجي ولد التركزي
أما حزب التحالف من أجل الديمقراطية بقيادة يعقوب ولد أمين فقد منح الرتبة الثانية في اللائحة الوطنية لرجل الأعمال أحمدو بمب ولد أحمد المختار.
واختار حزب التحالف أحد رجال الأعمال لقيادة لائجته الجهوية على مستوى ولاية نواكشوط الجنوبية.
وفي حزب تواصل كانت لائحة نواكشوط الشمالية كانت رئاسة المجلس الجهوي لولاية الحوض الغربي من نصيب رجل الأعمال أفاه ولد.. فضلا عن ترشيح رجال أعمال صغار في بعض الولايات الأخرى مثل القاسم ولد السالك لنيابيات كرو، وعبد الله ولد إسلم لنيابيات كيفة، ومرشحيه على مستوى كوبني وباركيول.
لماذا يترشح رجال الأعمال للبرلمان؟
من بين الإجابات المتعددة يبزر سؤال آخر لماذا تتقدم الأحزاب بلوائح من رجال الأعمال رغم أن ميدانهم الفعلي هو الاقتصاد وليس السياسة، وتبرز في هذا الصدد إجابات تقليدية من أبرزها:
- استعداد رجال الأعمال لتمويل حملاتهم ودعم الأحزاب السياسية.
- ترشيح القواعد الشعبية للحزب لبعض داعميهم من رجال الأعمال.
- ترشيحات قبلية عبر الأحزاب.
- صفقات مالية مع أحزاب سياسية متعددة.
- ربما تكون السياسة هواية لبعضهم، إذيرى البعض أن نجاحه في مهنته يمكن أن ينعكس في أدائه البرلماني.
رجال الأعمال.. الساكتون في قبة البرلمان.
من النادر ان يتكلم التائب التاجر في البرلمان، وحسب التجربة فقلا يتدخل البرلماني في النقاشات البرلمانية وإت تكلم فسيقول خيرا للحكومة أو يصمت، ولا يعني ذلك أن بعضهم يتحرك على الدوائر الحكومية خدمة للمواطتين وحلا لمشاكلعهم.
وفي هذا الصدد استفاد المواطن في بعض المقاطعات من تنازل النائب عن راتبه وربما تطوعه في دائرته بمبالغ إضافية لصالح السكان.
ماذا سيجني رجال الأعمال
تتفاوت دوافع رجال الأعمال لدخول البرلمان ولعل من أكثر المشتركات بينهم:
- الحصول على جواز سفر ديبلوماسي يمكنهم من السفر بشكل دائم ودون أي رقابة، وهو ما مكن بعضهم خلال السنوات المنصرمة من استخدام نفوذه وربما تهريب كميات معتبرة من العملة الصعبة، وتزعم بعض الروايات أن بعضهم امتهن تجارة "تسفير الدولار والذهب" دون تفتيش.
- الوجود على تماس مباشر مع صناع القرار ومانحي الصفقات ومسيري الموارد المالية.
- الاستفادة من سمعة نائب في إدارة علاقات اقتصادية خارجية وجلب مستثمرين وإقامة شراكات.
- الاستفادة من وضعية النائب في الحصول على تخفيضيات ضريبيبة أو تسهيلات جمركية.
- التحكم في قيادة مجتمع قبلي أو صناعة لوبي جماهيري أو نخبوي.
- بعض الدوائر الخدمية تتفال مع النواب لأنهم تخشى صولتهم يوم الكريهة وعلى الشاشات، وببعض الخدمات تأمل في تحييدهم عنها.
ومن بين الأهداف المتعددة تبقى قدرة رجال الأعمال على الاقتراح وتقديم المشاريع ومناقشتها محدودة، زيادة على تكررغياب أكثرهم وبشكل مستمر عن جلسات البرلمان بسبب مشاغل اقتصادية تتطلب التفرغ لحركة السوق بدل البرلمان.
كما أن قدرة رجال الأعمال المرشحين من المعارضة على الصمود ضعيفة جدا، خصوصا " أن رأس المال" جبان، وخلال العقد المنصرم غادر عدد كبير من رجال الأعمال صفوف المعارضة بعد أن أشهرت في وجوههم السلط السابقة أنواع الوعيد والتهديد وتشميع المحلات و سفيرالضرائب.