تسيطر مخاوف محلية ودولية من انتقال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى قاعدة ومطار وادي سيدنا العسكري، الذي يقغ شمال الخرطوم على بعد 22 كيلومترا، التي تنطلق منها عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
وكانت سفارتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الخرطوم حذرتا، أمس السبت، من تزايد العنف في مطار وادي سيدنا العسكري، ودعتا رعاياها للابتعاد عنه، رغم نفي الجيش أي تهديد أمني يواجه القاعدة جاليا.
واستخدم مطار القاعدة من قيل الزلايات المتحدو وابريطانيا وألمانيا ومصر في عمليات الإجلاء من السودان. وكانت هي أقرب منفذ جوي للعاصمة الخرطوم، بعدما تم تم شل مطار الخرطوم، وتوقف عن الغمل منذ اللحظات الأولى للاشتباكات الدامية،
ومطار وادي سيدنا يقع ضمن قاعدة وادي سيدنا العسكرية، شمال أم درمان، أكبر القواعد العسكرية للجيش السوداني، واحد من أقدم المطارات العسكرية في البلاد، أنشئ في العام 1967 أثناء حرب النكبة بين العرب وإسرائيل، وأُطلق عليه اسم قاعدة ناصر الجوية، نسبة للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.
ففي ذلك العام، أُجليت كل الطائرات الحربية المصرية أثناء الحرب، وتولى الجيش السوداني مهمة تأمينها مع ازدياد الضربات الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي على مصر، ولاحقاً طُوّرت المنطقة إلى قاعدة عسكرية أوسع، وذلك في عهد الرئيس السابق جعفر محمد نميري 1969- 1985، لتشمل وحدات عسكرية أخرى مثل الكلية الحربية ومعهد المشاة والمظلات، كما غُيّر اسمها من قاعدة ناصر إلى قاعدة وادي سيدنا.
واستخدمت القاعدة مع بداية المواجهات الحالية بين الجيش والدعم السريع لانطلاق الطائرات الحربية التابعة للجيش، من سوخوي وميغ وغيرها، لشن ضربات جوية على معسكرات ونقاط ارتكاز قوات الدعم السريع في الخرطوم وتخومها الغربية، لاستهداف خطوط إمدادها من غربي البلاد.
وارتبطت منطقة وادي سيدنا العسكرية بعدد من الانقلابات العسكرية في السودان، مثل انقلاب الرئيس السابق جعفر نميري 1969 وانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير، ويعد الاستيلاء عليها واحداً من مؤشرات نجاح أي نقلاب في السودان.
وفي عام 1976، كانت منطقة وادي سيدنا العسكرية واحدة من المناطق التي استهدفتها قوات معارضة لنميري 1976، بعد دخولها من معسكراتها في ليبيا مدعومة من نظام العقيد معمر القذافي، الذي تدهورت علاقاته مع نظام نميري، وفشلت العملية في إطاحة نميري الذي أعدم عدداً من قادتها العسكريين.