من الميزات الكبرى للنظام الحالي أنه يختار اللحظة التي يتخذ فيها قراره بعيدا عن كل أنواع الضغوط.. إعادة العلاقات مع قطر لن تأتي على حساب العلاقة مع غيرها من الدول، وتعامل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع تركة سلفه مرتبة بأولويات وطنية تتعلق بموريتانيا قبل أي شيء آخر.
ليس الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مسؤولا عن قطع العلاقات مع قطر.. ما كان يعنيه هو معالجة احتمالات سوء الفهم وقد بدأ في ذلك قبل أن يستلم السلطة، وكانت خطوة عودة العلاقات الدبلوماسية تنتظر الوقت الذي تختاره موريتانيا بالتوافق مع دولة قطر.. وها قد حانت اللحظة وجرى التوافق.
لا أعطي علاقة موريتانيا مع أي بلد أكثر من دور العلاقة بين بلدين سياسيا؛ لا توجد علاقة دبلوماسية تدخل النار، وأخرى تدخل الجنة.
العلاقة بين البلدان تحكمها مبادئ ومصالح؛ فقطع العلاقة البلدان الشقيقة لا يسوغه مبدئيا إلا الحروب؛ لهذا كان قطع العلاقة مع قطر خطيئة بالمعنى السياسي والدبلوماسي.. ولكن معالجة خطأ استراتيجي تحتاج معالجة استراتيجية تراعي ظرف المعالِج زمانا وشخوصا، ويجب ألا تتأثر بحجم الانفعال النفسي من ضغط الشعور بالخطأ، ومهما تأخر فعل ما، فإن الاعتبار الأكبر يجب أن يكون لإنضاج شروطه، وليس للحالة النفسية المصاحبة أو الداعية.
إعادة العلاقات عبر زيارة وزير الخارجية ولقائه كبار المسؤولين القطريين تحمل دلالتين:
1. أن الاتصالات كانت منذ مدة؛ فلا يعقل أن تبدأ الاتصالات بزيارة وزير خارجية.
2. الثانية وهي الأهم في نظري أنها إعادة تحمل طموحا إلى مستوى شراكة جدية قائمة على تحقيق مصالح طرفيها، وتضبط إيقاع العلاقات الدبلوماسية الموريتانية على نغم جديد طابعه التكافؤ والمصالح المشتركة.
#موريتانيا
#قطر