سعيا منا لإطلاع الرأي على الأسباب الحقيقية لإضراب أساتذة الإعدادية والثانوية، اتصلنا بالأستاذ أ. أحمد محمود بيداه/ المنسق الدوري لمنسقية "مدد"، وسألناه عن الأسباب التي دفعت بالأساتذة للإضراب في هذه الفترة من العام الدراسي فأجابنا مشكورا:
الأستاذ أحمد محمود بيداه: " في البداية أشكركم شكرا جزيلا على الاهتمام.
من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الإضراب الذي بدأ اليوم على مستوى التعليم الثانوي والفني، ويستمر خمسة أيام متتالية بدعوة من منسقية الدفاع عن المدرس(مدد) هو تجاهل الوزارة للعريضة المطلبية المودعة لديها منذ بداية العام الدراسي الجاري، وعدم استجابتها لفتح مفاوضات جادة ومثمرة مع المنسقية تفضي إلى تحقيق عريضتها المطلبية التي نرى أنها غير تعجيزية، إضافة إلى تفاقم الوضعية المزرية للمدرسين التي تزداد يوما بعد آخر نتيجة تدني رواتبهم وعلاواتهم الزهيدة في ظل ارتفاع فاحش للأسعار.
وتتضمن العريضة المطلبية للمنسقية عدة بنود، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زيادة الرواتب والعلاوات، وكذا استحداث علاوات للمدرسين الميدانيين وتوفير سكن لائق لهم.
وتقف النقابات المنضوية في منسقية "مدد" وراء هذا الإضراب الذي يشمل حاليا التعليم الثانوي والفني.
من المعلوم أن قطاع التهذيب ظل طوال العقود الأربعة الماضية عاجزا عن الرفع من أداء المنظومة التربوية، فلم يتمكن من الاستغلال المعقلن للمصادر البشرية مما انعكس سلبا على مستويات التلاميذ ونسب النجاح في الامتحانات الإشهادية.
كما أن القطاع فشل أيضا في رسم خريطة مدرسية متوازنة على امتداد التراب الوطني تخضع لمعايير محددة وصارمة.
هناك عوائق كثيرة تؤثر على أداء المدرسين في موريتانيا، ويأتي في مقدمتها انعدام البيئة التربوية الملائمة(حجرات مجهزة- الحد من الاكتظاظ في الفصول- توفير وسائل الإيضاح- تأمين الحرم المدرسي... الخ).
وينضاف لذلك عدم وضع المدرسين في ظروف مادية ومعنوية مرضية تمكنهم من أداء واجباتهم المهنية على أكمل وجه.
عودتنا الوزارة الوصية أنه كلما أعلنت النقابات عن احتجاجات، تواجهها بحملات مغرضة لإفشال تلك الاحتجاجات بدل التعاطي معها بطريقة قانونية، ثم تشفعها بممارسة شتى أنواع الضغوط والتهديدات لثني المدرسين عن المشاركة في الاحتجاجات، وقد لاحظنا كل تلك الحيل والأساليب هذه المرة مع اقتراب الإضراب الحالي ولكن المدرسين لم يزدهم ذلك إلا عزيمة و تصميما على ممارسة حقهم المشروع في الإضراب رفضا لواقعهم المرير، وهو ما ترجموه بالفعل من خلال مشاركتهم الكبيرة في اليوم الأول من إضراب الصمود الذي بلغت نسبته في العديد من المؤسسات 100% وكانت مرتفعة في باقي المؤسسات الثانوية والفنية على عموم التراب الوطني".
موقع الفكر: نشكر لكم كريم تعاونكم ونتمنى لكم التوفيق.
وكانت منسقية الدفاع عن المدرس (مدد)، قد أصدرت إيجازا صحفيا يوم أمس نعيد نشره:
منسقية الدفاع عن المدرس (مدد)
وحدة-نضال-حقوق
إيجاز صحفي:
بدأ المدرسون اليوم على امتداد التراب الوطني إضراب الصمود الذي يستمر خمسة أيام متوالية إحقاقا للعدل وتمسكا بحقوق ضائعة طالما أقر القائمون على القطاع بمشروعيتها فتحايلوا وماطلوا، أو تعهدوا فنكثوا، وقد برهن المدرسون في إجماعهم واستجابتهم اليوم أن عهد الخنوع ولى، وأن زمن الانخداع بالوعود قد فات، فمن فصاله شرقا إلى انجاگو غربا، ومن ضفاف النهر جنوبا إلى أقاصي الصحراء شمالا ردد المدرسون شعارهم: لا للخنوع... نعم للصمود وانتزاع الحقوق.
وفي اليوم الأول من الإضراب، بلغت نسبة الاستجابة له في العديد من المؤسسات الثانوية والفنية على امتداد التراب الوطني 100%، وكانت نسبة الاستجابة في باقي مؤسسات التعليم الثانوي والفني مرتفعة جدا.
إننا في منسقية الدفاع عن المدرس، إذ نحيي للمدرسين هبتهم وإجماعهم وصمودهم في وجه الإغراءات والتهديد، لنؤكد على:
- شجبنا كل التصرفات المنافية للقانون التي لجأ إليها بعض أعوان الفساد من مديرين ومفتشين عملا بمقتضى تعميم الوزارة الأخير، وما اعتقال الزميل المناضل بكار ولد حامد في ثانوية أمبود اليوم إلا مظهرا لذلك الظلم والتعسف القديم والمستجد ضد المدرسين.
- مطالبتنا وزارة التهذيب بمصارحة الرأي العام حول موضوع المدرسين الاحتياطيين، فأين كانوا قبل الإضراب؟ وما مصيرهم بعده؟
- تأكدينا لعموم المدرسين أنه لا تراجع ولا تنازل حتى انتزاع الحقوق.
تحية للشرفاء المناضلين
عاشت وحدة المدرسين
انواكشوط؛ 22 مارس 2021
مكتب المنسقية.