نسائم الإشراق الحلقة رقم (1547) 25 مارس 2021م 12، شعبان 1442هـ، مذكرات الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم (575). منهج الحياة الروحية في القرآن والسنة:

لم يكن قد طلب مني موضوع أعده لهذا الملتقى، ولكن طلب مني الإخوة المسئولون في وزارة الشئون الدينية حين وصلت إلى الجزائر: أن أفتتح جلسات الملتقى العلمية بمحاضرة عن «منهج الحياة الروحية كما رسمه القرآن والسنة».
وبالطبع، لم يكن لديّ مراجع في الموضوع، ولا أستطيع أن أراجع فيه، لو وجدت المراجع. فتوكلت على الله، واعتمدت على المخزون عندي حول الموضوع، وهو ليس بالقليل، والحمد لله، وطفقت أحضر في ذهني محاور المحاضرة، وكانت واضحة لديَّ وضوح الشمس في ضحى النهار.
وتكلمت عن هذه المحاور واحدًا بعد الآخر، مستشهدا بالنصوص القرآنية والنبوية، وبآثار السلف، وبأقوال كبار الصوفية المتقدمين أمثال: أبي سليمان الداراني، والفضيل ابن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وشيخ المربين الجنيد، والقشيري، وغيرهم، والمتأخرين مثال: الغزالي، وابن عطاء الله السكندري وحكمه الشهير، وكنت أحفظ كثيرًا منها.
وأنا لا أذكر ما قلته في ذلك الوقت بالضبط، لطول الزمن، ولعل الإخوة في الجزائر، يكونون قد سجّلوا هذا الحديث المرتجل، فليس له أي أصل عندي.
ولكني لم أحاول أن أرضي طرفًا من أطراف النزاع، من دعاة التصوف وأعدائه، وأمسكت بميزان الاعتدال، مستشهدًا بما أنزل الله من الكتاب والميزان.
وكان الحضور في الملتقى من كل الاتجاهات - من أنصار التصوف ومن خصومه - يُصْغون إليّ باهتمام شديد كأن على رءوسهم الطير! وكان الإخوة المسئولون قد قالوا لي: خذ راحتك في بيان المنهج القرآني والنبوي وشرحه، فإننا نعول على هذه المحاضرة في بيان موقف إدارة الملتقى واتجاهها المتوازن بين المفْرطين في هذا الجانب.