يبدو أن لائحتنا في حزب حوار عن نيابيات نواكشوط الشمالية أصبحت خارج المنافسة نهائيا، وذلك بعد فرز ثلث الأصوات، وهو ما يعني أن الناخب في نواكشوط الشمالية لم يمنحنا ثقته، ومنحها لمنافسين آخرين، نهنئهم بهذه المناسبة ونتمنى لهم التوفيق في مأموريتهم.
هذه الخسارة لا تعني ـ بأي حال من الأحوال ـ بأني سأتوقف عن تنفيذ "برنامجي الانتخابي"، فبرنامجي الانتخابي الذي أتعهد به لبلدي بصفتي مواطنا بدأت في تنفيذه منذ عقود، وسأواصل تنفيذه إن شاء الله، ولن تؤثر فيه هذه الخسارة الانتخابية.
صحيح أن وتيرة تنفيذه ستكون بطيئة كما كانت في السابق، وذلك يعود إلى ضعف وسائل التأثير لمواطن عادي مثلي، وصحيح كذلك أن مقعد نائب الذي كنتُ أطمح إليه كان سيسرع من وتيرة تنفيذ ذلك البرنامج. كل ذلك صحيح، ولكن الصحيح أيضا هو أن عدم انتخابي نائبا سيزيح عن كاهلي التزامات كبيرة كنتُ قد تعهدتُ بها للناخب في برنامجي الانتخابي.
نعم لقد خرجتُ من المنافسة الانتخابية وكنتُ في رتبة متدنية جدا، ولكن مع ذلك أعتز بأني كنتُ المرشح الوحيد في ولاية نواكشوط الشمالية الذي ترك على أرض الواقع أثرا إيجابيا خلال الحملة لصالح دائرته الانتخابية التي ترشح منها، فخلال الحملة تمكنت بفضل الله وعونه من جلب شركة أشغال صيانة الطرق لترمم ثلاث حفر كبرى كانت تؤذي سالكي بعض الطرق في مقاطعة "توجنين".
لن أتوقف بإذن الله عن تقديم ما يمكن تقديمه لهذا البلد، وسأواصل أنشطتي الجمعوية في حملة معا للحد من حوادث السير، والحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية، وربما أضيف إليهما مستقبلا حملتين جديدتين إحداهما للدفاع عن حقوق المستهلك، والثانية لمحاربة الفساد، وقد كان بودي أن أطلقهما من داخل البرلمان ليكون تأثيرهما أقوى، ولكن قدَّر الله وما شاء فعل.
وتبقى لديَّ في برنامجي الانتخابي حزمة من المقترحات في مجال محاربة الجريمة وانعدام الأمن الذي تعاني منه بعض مناطق نواكشوط الشمالية، وكذلك في مجال الحد من بطالة الشباب، ستكون متاحة لأي نائب يريد تفعيلها من داخل البرلمان.
وتبقى كلمة
إني من الذين يؤمنون إيمانا كاملا بأن الخير فيما اختاره الله، وإني على قناعة تامة بأن هناك خيرا كثيرا في عدم فوزي، حتى وإن قصُر عقلي المتواضع عن إدراكه.
الحمد لله على ما اختار الله، وشكرا جزيلا لكل من دعم، وللقلة القليلة التي صوتت لي، وكل التفهم لأولئك الذين لم يقتنعوا ببرنامجي الانتخابي.