في دروب الصحراء المقفرة، ومسالكها الوعرة لا يجد رعاة فرى آفطوط أفضل من الكلاب المدربة ليس فقط لحراسة القطيع بل أيضا كأدلاء مهرة لتتبع مواقع القطيع، واصطحاب الحمير التي تحمل زاد الراعي فترافقه أينما طلب الانتجاع، أو وجه القطيع ..
مهام كلاب الرعي في آفطوط أشبه ما تكون بالطيار الآلي الذي يوجه الطائرة من لحظة الاتطلاق وحتى الهبوط، وإذا كانت أجسام الكلاب الهزبلة لا تقوى على الحمل لكن غريزتها المدربة حتى لا نقول عقولها الذكية قادرة على تقديم المساعدة في الأوقات المناسبة..
رعاة آفطوط ربما هم أول من تفطن لهذه القدرات الخاصة للكلاب، فربطوها بلجم الحمير التي تحمل طعام الراعي وشرابه وحتى الحملان والخراف الضعيفة، ليتفرغ الراعي لشؤونه الخاصة، ومراقبة القطيع عن كثب..إنها مهام كلاب القرن الواحد والعشرين واختراع رعاة هذا المنكب القصي من أرض الوطن..
موقع الفكر رصد بكمراء "طيارة أدرون" هذا المشهد على بعد كلمترات من مدينة مال بولاية لبراكنه
