تربط مصادر أمنية وسياسية في موريتانيا بين دفن الشاب عمر جوب وعودة الانترنت إلى الهواتف المحمولة، والتي تواصل " هدوءها الاضطراي" منذ أكثر من خمسة أيام.
وتضيف المصادر التي تحدثت لموقع الفكر إن دفن المرحوم عمر جوب سيكون نهاية "الحالة الاضطرارية" التي تعيشها البلاد والتي نتج عنها عنف غير مبرر في العاصمة وعدد من مدن الداخل الموريتاني، وبلغت حدتها في مدينة بوكي التي قتل فيها شاب يدعى محمد الأمين ولد صمب برصاص يعتقد أن شرطيا أطلقه عليه جراء اقتحامه مع متظاهرين مبنى مفوضية الشرطة في المقاطعة الشاطئية.
ورغم أن أكثر من 70% من ولايات موريتانيا ومدنها لم تشهد أي حالة عنف إلا أن السلطات قررت "عقاب الجميع" بقطع الانترنت عن الهواتف وفق ما يقول مواطنون في الداخل تحدث بعضهم لموقع الفكر.
وتدافع مصادر أمنية متعددة عن هذا الإجراء، وتعتبره طبيعيا وبات معتمدا في العالم كله، نظرا لخطر وسائط التواصل الاجتماعي في التحريض ونشر الشائعات وإثارة الكراهية التي تتقد نارها تحت رماد الأزمة الاجتماعية في موريتانيا.
واضطرت السلطات الموريتانية ثلاث مرات منذ العام 2019 إلى قطع الانترنت، وكان آخرها قبل هذه الحادثة لمدة أسبوع إثر فرار عناصر إرهابية من السجن المدني في العاصمة نواكشوط.
ولم يجد قطع الانترنت في تتبع الفارين، الذين عثر عليه صدفة شمال البلاد قرويون وبشكل مفاجئ.
وتذهب مصادر متعددة إلى أن قطع الانترنت تسبب في خسارة اقتصادية كبيرة في موريتانيا، بسبب ارتباط عدد كبير من الموريتانيين بالتطبيقات المالية، وصعوبة الحصول على شبكة بديلة وغلاء تكاليف إدخال الانترنت إلى البيوت.
لكن المصادر الأمنية الرفيعة تؤكد " أن الخسائر ستكون أكبر لو استمر بث الشائعات والتحريض عبر الوسائط الاجتماعية"