أصحاب الغار والإسقاط على الحياة المعاصرة الحلقة (12)

كتب الدكتور المرسي محمود شولح لموقع الفكر

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

مع النموذج الثانى الذى يمثل نموذج العفة من خلال حديث أصحاب الغار([1])

من خلال هذا الجانب من القصة ،ومن خلال هذا الجانب من النموذج الثانى

في رواية عن النعمان : ".. فلما كشفتها ارتعدت من تحتي ، فقلت مالك؟ قالت : أخاف الله رب العالمين ، فقلت : خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها )

من خلال الرواية يتجلى ما يأتى([2]):

_من الخطورة وإن كانت المرأة فى الواقعة نجت من الزنا ، لكن وقع التكشف وظهر من جسمها مواضع للرجل، وهذا فى حد ذاته بلية كبرى،والمرأة العاقلة هىالتى تحمى جسمها ولا تصل به إلى هذه المراحل .

_حالة المرأة وصلت إلى أعلى درجات السوء نفسياً ومعنوياً ،وكانالتحول النفسى عند المرأة ،فقد ارتعدت من تحت الرجل ، وظهر الخوف عليها من خلال رعدتها واضطرابها ، ولم يكن قبل ذلك خطاب ، وإنما العزم على ارتكاب الفاحشة

_ كانت الرعدة باباً للحوار والعودة إلى العقل

_تأتى فى المواقف الحرجة أدوات معينة ووسائل مؤثرة ليست فى البال والخاطر تحول الأمور برمتها من الضد إلى الضد،وتحدث نتائج إيجابية لم تكن منتظرة ولا مأمولة

_ سبحان من يجعل فى الجسم والنفس أدوات تلفظ المنكر ، وتنبذ الفاحشة، وتحمى الشرف والعرض.

الموقف بعد الرعدة:

_سؤال الرجل(فقلتمالك؟) وهذا سؤال يعلم الرجل نفسه الإجابة من خلال طرحه ، فبلا شك يدرك تماماً أن المرأة كارهة ذلك، وأنها لم تفعل راغبة،ويدرك الرجل أيضاً أن السؤال لا يعنى أن ما يفعله أمر طبيعى ، وان المرأة خالفت الطبيعة بتلك الرعدة، فالرعدة أمامه ناطقة بكراهية الممارسة المحرمة.وهذا شأن العفيفة التي لا تقر السوء في نفسها ، ولا ترضى بمقدماته .

_قالت : (أخافاللهربالعالمين) فقد كانت الرعدة دلالة واضحة على خوف المرأة من الله تعالى ، وعلى خوفها من تلويث شرفها ، وانتهاك عرضها ، وعلى خوف تعديها حدود الله عز وجل .

_قول الرجل(خفتيهفيالشدةولمأخفهفيالرخاءفتركتها )فيه دلالات:

_استعادة الوعى والعقل وفهم الوضع وأبعاده.

_اللغة الإيمانية الغالبة على الخلوة بين رجل وامرأة، فقد تحول الأسلوب ولغة الحوار، وهذا نداء للقائمين على الخطاب الإعلامى بث ما يفتح الحوار عن الإيمان والأخلاق، فستكون نتائج مبهرة فى جميع المجالات.

_القدرة على الكف عن الشهوة فى التو والحال، فليس الأمر كما يصوره بعض مدمنىالشهوة_عافاهم الله وعافانا_ من الصعوبة بحيث لا يمكن تركه ولا التخلص منه، فالأمر يسير بالخوف من الله تعالى.

_ذكر الرجل المقارنة بينه والمرأة فكانت سبيلاً للتخلص من الفاحشة.

_وسيلة المقارنات من الوسائل التعليمية والتربوية التى يترتب عليها نتائج مبهرة ، وأشدها إبهاراً عندما تتجاوز النظرية إلى التطبيق ، والقول إلى الفعل والسلوك.

_من خلال المقارنات فى جانب بعينه _كما فى هذه الواقعة تتفوق المرأة وتبدع فى تمسكها وثباتها، وهذا يعنى قدرة المرأة على التفوق والإنجاز، وقدرة المرأة على منافسة الرجل و تجاوزه فى الإنجاز والسلوك، وأيضاً دفع لوضعية للمرأة ليست لها من خلال هزيمة فى داخلها ومن خلال ما يعرف بالتنمر عند الرجل أنه الأميز والأفضل، ومن خلال صور من الخطاب الدينى غير الرشيد يسهم فى هذه الحالة من هزيمة عند المرأة ومن تنمر عند الرجل.

_الخوف من المبادئ الوجدانية وهو فيالشدةوالرخاء

_أثر الخوف من الله فى القضاء على الرذيلة والتصدىللفاحشة،وما أجمل أن يكون الخطاب الإعلامى مركزاً على الخوف من الله فهو سبيل السلم المجتمعى

_ التربية على تنمية الخوف من الله تعالى توفير للجهد والوقت وما ينفق من ماديات فى سبيل الحرص على الأمن العام

_صيانة المرأة نفسها من التكشف أمام الأجانب وقيامها بالتستر والتصون ، وهذا حماية لها من أصحاب الشهوات الجامحة ، ومن الخطأ فى الخطاب الدينى البشرى اختزال الأمر فى أصحاب الشهوات وتنحية المرأة من  تلك المأساة فى حين أن تكشف المرأة هو سبب البلية،ولا يدل على عقلها، وفى إطار آخر أن من الرجال من يتأذى نفسياً بالتكشف ويربأ بالمرأة العاقلة أن تفعل هذا

والتوفيق بيد الله

 

([1]) يراجع نص القصة فى المقالة الأولى

([2]) أتقيد بما هو فى الرواية، ولا أتوسع فى غيرها لأن هذا يشعب الموضوع ،ولا يحقق الفائدة المأمولة منه