
كتب الدكتور المرسي محمود شولح لموقع الفكر
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
مع النموذج الثانى الذى يمثل نموذج العفة من خلال حديث أصحاب الغار( ) من خلال هذا الجانب من القصة ومن خلال هذا الجانب من النموذج الثانى عن أبى هريرة عند الطبرانيفي الدعاء بلفظ : " إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه " ، وقولها "بحقه " أرادت به الحلال ، أي لا أحل لك أن تقربني إلا بتزويج صحيح ) قوله ( ولا تفض ) بالفاء والمعجمة أي تكسر ، والخاتم كناية عن عذرتها ، وكأنها كانت بكراً وكنت عن الإفضاء بالكسر ، وعن الفرج بالخاتم لأن في حديث النعمان ما يدل على أنها لم تكن بكراً ، ووقع في رواية أبى ضمرة "ولا تفتح الخاتم" والألف واللام بدل من الضمير أيخاتمي) أرشدت المرأة الرجل إلى الحلال في وقت الشهوة ، وإلى نيل المتعة فيما أحل الله ، وليس فيما حرم الله . وأن يقربها بنكاح صحيح .والإيجاز في الحديث طوى كثيراً من المشاهد واختصر الحوار ليعطىالمغزى وهل هناك أفضل من الحلال ؟! فالرجل وإن أغلق أمامه باب حرام فإن أبواب الحلال مفتوحة وكثيرة , وليس عنده مبرر في فعل الفاحشة . والمرأة العفيفة لم تستجب لمراودة الرجل ، ولم تمكنه من نفسها رغم شدة الشهوة عنده ومراودته لها أكثر من مرة . قال : " فراودتها عن نفسها فامتنعت منى" وهذا شأن المرأة العفيفة المحافظة على عرضها وشرفها ، والزود عن سمعتها ، وإذا أرادت المرأة أن تمنع الرجال عنها فإنها تستطيع وتتمكن ، فلا تهزم بسهولة، ولا تعطى مقدمات تغرى بها ، وتجرأ عليها، وقد امتنعت المرأة لتقديمها الدين والعرض والشرف والمحافظة على عفتها وطهارتها . وشأن المرأة المؤمنة أن تجد الله أمامها، وأن تتخذ من التقوى سلاحاً لعصمتها . فقد ( راود رجل امرأة عن نفسها ، وأمرها بغلق الأبواب ، ففعلت، وقالت له : قد بقى باب واحد ، قال : أي باب ؟ قالت : الباب الذي بيننا وبين الله تعالى ، فلم يتعرض لها . وراود رجل أعرابية ، قال لها : ما يرانا إلا الكواكب ، قالت : فأين مكوكبها ؟ ) ( ). وهذا النموذج الثانى يمثل العفة الجنسية فى صورة يحتذى بها من خلال وصول التطورات إلى مقدمات ارتكاب الفاحشة فى صورتها الأخيرة، فقد تجاوز الأمر المقدمات فى وجود أسرة ومجتمع إلى مقدمات الخلوة الاختيارية التى يليها مباشرة ارتكاب الزنا والاقتداء يأخذ صوراً أخرى منها عدم الاقتراب من الفاحشة ،وعدم التساهل فى أسبابها المفضيةإليها،ومن خلال طرق أبواب المجتمع من أجل النجاة من الفاحشة ، فالمجتمع بعفته العامة وسلامة تركيبته وحرصه على التماسك من خلال الأخلاق الكريمة هو أحد أسباب النجاة من الفاحشة بالاحتماء بالعقلاء والحكماء والمؤسسات الكريمة والهيئات المجتمعية المعينة والمجالس العرفية والذوق العام والتوفيق بيد الله














