كما أنَّ العلماء والدعاة وأبناء الحركة الإسلامية في المشرق، لم ينسوهم، بل زاروهم، وأشعروهم بذاتيتهم، ونبَّهوهم من غفلتهم، ووصلوهم بإخوانهم في البلاد الإسلامية، فكان اتصالهم بالمسلمين، واتصال المسلمين بهم سببًا في صحوتهم ويقظة عقولهم وضمائرهم، وعودتهم إلى دينهم.
وفاة الشيخ عبد الله الأنصاري:
في 13 من شهر ربيع الأول سنة 1410هـ، الموافق 15/10/1989م، وافانا بالدوحة نبأ ذرفت له الأعين، وحزنت له القلوب، ولم نملك إلا أن نقول ما علمناه القرآن في استقبال مصائب الدنيا: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (البقرة: 156).
إنه نبأ وفاة الأخ الحبيب، والصديق الكريم، العالم الجليل، والمربّي النبيل، والداعية الكبير، والمجاهد الغيور، الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، الذي جاءه أجله، وهو يعالج في لندن، بعد أن اغتسل وتطهّر، وقال لمن حوله: مرحبًا بلقاء ربي! ونقل جثمانه إلى الدوحة، وصلّى عليه الألوف من أبناء قطر، وممن يقيمون على أرضها... الذين ودَّعوه بقلوب مكلومة، وأعين دامعة، وألسنة تتضرع إلى الله بالدعاء له أن يغفر له ويرحمه، ويسكنه الفردوس الأعلى، ويتقبله في الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.