هدوء يلف حي "وندامه" بوسط المدينة حيث يوجد ثلاثة مراكز للباكولريا فوحدات الحراسة من عناصر الشرطة وضعوا لافتات في باحة كل مركز لا يمكن للعابرين تجاوزها كما يرابط عناصر من الأمن أمام كل مركز لضبط الدخول والخروج...
تتولى عناصر من الشرطة تأمين مراكز وسط المدينة فيما أسندت المهمة للدرك في مراكز الضواحي يعلق أحد عناصر الشرطة.
وحدها سيارات الشرطة أو جهات الأشراف التي يسمح لها بالتوقف أمام المراكز.
الهواتف معضل دون حل
في اليوم الأخير من الامتحان لا جديد على مستوى إجراءات الرقابة لكن الهدوء المخيم في أرجاء المكان يحمل في طياته أكثر من إشارات استفهام فتقنيات الغش الرقمي كما يقول أحد المرشحين أكثر ارتباطا بالهدوء والسكينة فهي وسائل تتسلل عبر شبكات الهواتف الخلوية ولا يمكن التحكم فيها في هذه المدينة الحدودية التي يعتمد سكانها على شبكات الهاتف في السنغال المجاور خاصة شركة أورانج.
ومن الصعوبة بمكان منع دخول الهواتف في ظل صغر حجم بعضها ومع وجود ساعات معصمية يمكن أن تكون بديلا عن الهواتف في استقبال الرسائل وحتى الصور ضمن حدود معينة كما يكشف للفكر أحد المرشحين فضل عدم الكشف عن هويته.
في الداخل ومع النقص في الحجرات لا مناص من تجاور الممتحنين على الطاولات مما يسهل عمليات الاختلاس باستراق النظر وحتى بتبادل الأوراق والتعاون في إطار توافقات يجيد المترشحون إخراجها فيما بينهم ومع سبق الإصرار فالمتميز في أي مادة يمكنه أن يقايض إجابتها بإجابة المادة التي لا يفقه فيها شيئا كما يقول المرشح محمد عبد الله الطالب بعدما خرج لتوه من أداء امتحان الفيزياء.
ثم هناك الحل السحري في مواد الحفظ وهو المصغرات والمفخخات والمختصرات التي يتقن البعض خاصة التلميذات التعامل معها وطرق إدخالها والاختلاس منها وبشكل لا يثير أي شبهة لدى المراقبين.
جدل قطع الانترنت
التلميذة فاطمة باه من أوائل الخارجين من المركز تقول إن امتحان الفيزياء كان صعبا ويحتاج إلى وقت قد لا تفي به الساعات الأربع المخصصة للامتحان.
غير بعيد تتوقف سيارة منسق قطب التفتيش على مستوى كوركل ولبراكنه علي اندكجلي وذلك في زيارة يومية لتفقد سير الامتحان والتأكد من فعالية الرقابة الخارجية لمراكز الباكولريا والتي أقرت لأول مرة هذا العام في ولايات الداخل وتم إسنادها لمفتشي التعليم الثانوي.
أمام مركز صلاح الدين بكيهيدي يقول الشاب عبد الله أيتام الذي يدير دكانا صغيرا للمواد الغذائية إن الرقابة أفضل هذا العام لكنه ضد قطع الانترنت لما قد يترتب عنه من أضرار وتعطل لمصالح الناس وهو يشير إلى الضفة الأخرى من النهر هناك لا نسمع عن هذه الإجراءات. ولا عن الضغط النفسي والعصبي المصاحب لامتحانات الباكولريا. والعملية التعليمية هناك تسير بوتيرة أحسن حيث تقرر أن تكون امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية هذا العام بعد عيد الأضحى مما يسمح باستيفاء البرامج ومنح المترشحين فرصة للمذاكرة وفق تعبيره.
إحدى المترشحات تحدثت للفكرعن ضعف إجراءات الرقابة في قاعتها بعد حصول نوع من الألفة بين الممتحنين وطواقم الرقابة في اليوم الأخير. لكنها لم تر بأم عينها الاختلاس من الهواتف ولا عبر المصغرات. والي قد تجد فرصتها في مادة المساء الغة العربية والتي لا يوليها مترشحو الشعب العملية كبير عناية على حد تعبيرها.
ضغط عصبي ونفسي
لم يكد وقت الامتحان ينقضي حتى سجلت حالة إغماء واحدة على الأقل بمركز صلاح الدين لإحدى المترشحات وهو ما أرجعه البعض لضغط الامتحان وارتفاع الحرارة. ولم تسلم بعض المراكز من تسجيل حالات مماثلة خاصة بين مترشحي المواد العلمية وهي علامات عرضية للصدمة من صعوبة الامتحان وعندما يجد المرشح نفسه أعزل في مواجهة ضغط الامتحان وتقريع الأهل والخلان كما يقول أحد المترشحين من مركز صلاح الدين.
كانت أشعة الشمس المتدثرة تحت غلالة من الغيوم قد أخذت في التصاعد مؤذنة باقتراب الزوال فيما بدأت طلائع الممتحنين في الخروج من المركز.
و تراجعت في انتظار المساء حركة سحليات النهر ذات اللون البني والرأس الأصفر والذيول الطويلة والتي تكثر في هذه المواسم بمنطقة النهر.
وهكذا مع الاجتماع على تحسن الرقابة هذا العام فإن كثيرين لا يرون فائدة في قطع شبكة الهاتف في مناطق الضفة ما دامت هناك شبكات بديلة في السنغال المجاور يمكن اللجوء إليها، كما حظي القرار الجديد بتعميم الرقابة الخارجية لمراكز الباكولريا على عموم التراب الوطني باهتمام خاص من المترشحين وذويهم وكذا الإدارات التعليمة مع التأكيد على مطلب إشراك مفتشيات التعليم في مختلف مراحل العملية بدء من اختيار مدرسي الأقسام النهاية وكذا اختيار طواقم الرقابة وكذا المصححين وحتى رؤساء المراكز.