قبل الدخول فى الموضوع اذكر ان اكبر مايبتلى به المسلم هو ان يكون مسلما ويعصى الله من غير ان يدرك انه عصاه .
اما لجهله لكل قول اوفعل محرم او كانت المعصية تمر عليه كعادة لاينتبه لحرمة فعلها ومعلوم ان فعل المعصية عن جهالة اي عن طغيان الشيطان والنفس والهوي على الانسان هي التى حث الله على التوبة منها ووعد بقبولها يقول تعا لى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاؤلئك يتوب الله عليهم.
ومحل عظم المصيبة على المسلم هناهو انه يصدق بوعيدالله للعصاة بالعذاب يقول تعالى (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)ويقول فى اية اخري( فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة اويصيبهم عذاب اليم).
ومعلوم ان الله من رحمته انه امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول لعباده انه يبسط يده كل ليلة ليتوب مسىء النهار وكذلك يبسطهاليتوب مسىء الليل.
ولولا هذه الرحمة لهلك الجميع لكثرة معصية الانسان. و مكان مصيبة فعل تعذيب الحيوا ن عدم ظنها جريمة لايتوب منها الفاعل لجهله اوتجاهله بسبب العادات وهنا يقول المولى عزوجل ( وبدي لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وبدي لهم سيئات ماكسبو الخ الاية
والان حال ان نحدد الفعل الذي يفعله الموريتانيون اي الذي يسبب لهم غضب الله من حيث لايحتسبون. فلقد شاهد الجميع كم من شخص ينعم الله عليه بوظيفة سامية وبدلا من ان يشكر الله عليها ويتواضع له تكون سببا فى حلوله فى نفس الوقت لدار البوار يقول تعالى( الم تر الى الذين بدلو نعمة الله كفرا واحلو قومهم دار البوار.
وكذلك يبتلي الله قوما بمصيبة فمن جهة يفزعون ويطلبون من الله الرحمة لميتهم وكل من جاءهم يطلب الرحمة وفى نفس الوقت هم يعذبون الارواح ما زالت فى اجسادها بالجوع وراء حيطانهم مكبلة بسلاسل من الاحبال لاتتركها تتحرك يمينا ولاشمالا الليالى تلو الليالى لاماءولامرعى والله يقول(ومامن دابة فى الارض ولاطائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون) فهي تولد كمانولد وتموت مثلنا كما نموت وتبعث مثلنا حتى يتقصى المظلوم حقه من الظالم له من جنسه او من غيره (يوم لاتظلم نفس شيئا. ) ويوم يعض الظالم على يديه.). فقوله تعالى ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) يستوي فيها كل ذي روح. واكثر المورتانيين يحفظ حديث النبى صلى الله عليه وسلم عن المراة التىدخلت النار بسبب هرة حبستها لم تطعمها ولم تتركها ناكل من خشاش الارض.
وفى نفس الوقت يحفظ الموريتانيون حديث المراة البغية الى غفر الله لها بغيها بسبب سقيها كلبا ( وفي رواية ان الفاعل رجل)اي سقته من بير حيث امتاحت له دلوا من البير عند ما راته يلهث من العطش .
فعلينا اذن ان ندرك مابين الكلب والانعام عندالله.
فبيت فيه كلب لاتدخله الملائكة والانعام يقول الله انه خلقها لمنفعة الانسان.
يقول تعالى والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تاكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون الخ الاية. وفى اية اخري ( ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين.
اما موقف الشرع من هذا الفعل المجرم فى الاسلام . فمعلوم ان وجوب نفقة الدواب كوجو ب نفقة الاولاد والواالدين يقول الشيخ خليل: وانما تجب نفقة رقيقه ودابته ان لم يكن مرعى والا بيع. اي بيعت الدابة جبرا على مالكها العاجز عن نفقتها ان لم يكن المرعي موجودا.
ويقول ايضا ويجوز له من لبنها مالايضر بنتاجها. اي يحرم عليه ان يحلب من لبانها الا مافضل من وراء نفقة اولادها.حنى ان من يغرس الشجرة عليه الا يترك سقيها دون وجوب بيعها لانها لاروح لها.
وكذلك من المعلوم حرمة قتل الصيد بدون ارادة الانتفاع به لحرمة النفس .
.وبناء على ماتقدم فيجب على كل من كان محل هذه العطايا ان يتنبه انه مسؤول عن حياة وتعذيب ما يعطى له. ففى الحديث فى كل كبد رطب اجر ومعنى ذلك فى كل كبد فيها حياةاجر لانقاذها من ماهي فيه. فادخار الحيوان عن الاستعمال حتي تحين الحاجة اليه بتجويعه واهانته ينطبق عليه تماما قوله تعالى(يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لوان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه.