تعريفي على الشيخ عبد الله الأنصاري:
عرفت عبد الله منذ أول يوم تسلّمت فيه عملي في وزارة معارف قطر مديرًا للمعهد الديني الثانوي في 4 ربيع الآخر 1481هـ، الموافق 15 سبتمبر 1961م، حيث كان الشيخ أول من زارني في مكتبي، وأنْعم وأكْرم به من زائر. لقد دخل علي، فوجدت رجلًا بشوش الوجه، باسم الثغر، عذْب الحديث، سمْح النفس، تستريح نفسك إذا نظرت إليه، وينشرح صدرك إذا تحدّثت إليه، وتحس بأنه رجل من أهل الصدق والإخلاص... هذا هو انطباعي عنه من أول لقاء. والكتابُ يقرأ من عنوانه كما يقولون.
لقد بادرني بالعناق، وقدّم إليَّ نفسه، وقال: أخوك عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، أحد طلبة العلم في قطر، ومدير مدرسة صلاح الدين الأيوبي. نحن هنا أهلك، وقطر بلدك، وكلنا في خدمتك، وقد أحببناك قبل أن نراك، وازددنا لك حبًّا بعد لقائك.
وقد رددت على تحية الشيخ بمثلها أو بأحسن منها، وبادلته عاطفة بعاطفة، وقلت له: أنا مستبشر بأنك أول زائر لي في مكتبي، وهذا يبشر بالخير... ثم ودعت الشيخ مشكورًا، بعد أن دعاني إلى أن أزوره في منزله، وألاّ أتردد في طلب أيِّ شيء أحتاج إليه.