في جميع كليات العلوم السياسية، يدرسونك انه من أهم ابجديات العمل الحكومي احترام التخصصات. يعني انت وزير الثقافة فيجب عليك تجنب الكلام في البيئة لأن لديها وزارة، انت وزير الشؤون الاسلامية اذا لست معنيا بالصحة ومشاكل المستشفيات وما الى ذلك، وهكذا..
في موريتانيا، بالاضافة طبعا لرئيس الجمهورية والوزير الاول، هنالك فقط اربعة وزراء يحق لهم التدخل في عمل القطاعات الاخرى ويسمونهم
Les ministres à compétences transversales
وهم : الوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية، الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعند الحاجة (أي إذا تم تكليف إحداهن من طرف رئيس الجمهورية بمتابعة هذا الملف أو ذاك) احدى الوزيرتين المستشارتين برئاسة الجمهورية.
أما عندما يشرع وزير في الحديث عن ملف لا يعنيه من قريب ولا من بعيد، فهذا يعني احتمالين لا ثالث لهما :
- إما أنه انهى جميع ملفات وزارته على أكمل وجه، ولم يعد لديه أي مشكل عالق فقرر مساعدة زملائه الذين يعانون من مشاكل في قطاعاتهم، كتلميذ المحظرة المجتهد الذي أنهى درسه وقرر مساعدة زملائه.
- وإما أنه يوجد خلل في تنسيق العمل الحكومي وهو ما استبعده، نظرا لخبرة وكفاءة ونشاط ويقظة الوزير الاول الحالي، الذي شهد تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية في عهده "قفزة" لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد.