اود ان الفت نظر السادة القراء انه كان لي عنوانان لكتابة المقالات احدهما للاصلاح كلمة والاخر كيف نفهم
الاسلام .
وقد كتبت من قبل ان مقال الاصلاح مكتوب لمسلمى الدنيا لتلافى الاصلاح فيها والاخر مكتوب لاهل الاخرة لانتفاعهم بفهم الاسلام فى الدنيا .
ولكن عند ماتاملت وجدت ان فصل الدنيا عن الاخرة لايجوز فى اي شيء فالله يقول (فلله الاخرة والاولى
ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم وللاخرة خير لك من الاولى .بمعنى ان الله جعل لكل شخص بمفرده عند مايولد حياة واحدة ذات وجودين وجود محدود فوق
الارض للعمل بالخير فوق الارض وتحتها و حالة للجزاء على ذلك العمل تحت الارض للعمل بالشر فوقها.
ولكن دون زيادة او نقص او انحراف الجزاء على مطابقة العمل بمثقال ذرة ( ان الله لايظلم مثقال ذرة)
فالله يقول للانسان ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم
من شيء)..
هذه الموت المذكورة ليست اماتة للانسان كله بل اماتة
لكل مايتعلق بانواع كل الاتصال باهل الدنيا ولذا
يقول تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم
ثم الى ربكم ترجعون رجوع احضار بعد الموت مباشرة.
لربهم .
ومعلوم ان كل من مات ياتى بعد الموت مباشرة ليخاطبه ربه وليعلم مصيره عندئذ.-- القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار.
فالروح جعل الله امرها خاصا بينه وبينها (قل الروح من امر ربى وهي مكان المسؤولية عن عمل الانسان عند الله.
وقد ذكرتنى رؤية حالة الانسان فى هذه الصورة الاتية المصغرة الواقعة فى الدنيا :الا وهي شدة ارتباط عمل الانسان بجزائه عليه فى االاخرة.بما يقع فى الدنيا بما
نراه مباشرة فى انسان الدنيا
الا وهوشبه التحام عمل الدنيا بجزاء الاخرة فى الدنيا
فمن المعلوم ان محاضر الشرطة القضائية عن جريمة
الانسان تكتب فى ملف واحد ويزاد فى نفس الملف بمايكتبه. وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق وحكم القاضى بالادانة. كل هذا فى ملف واحد ورقمه واحد اوله فيه التعريف بالانسان ونوع جريمته ووسطه السؤال عن ارتكاب الجريمة واخره الحكم على الانسان بما يناسب جريمته
كل هذا في ملف واحد.حتى لوكانت الجريمة مجرد مخالفة ووصلت الى وكيل الجمهورية وبعد سؤاله لم يحركها لخفتهاويحفظ الملف وهنا يقول تعالى في مثل هذا(يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا) بعدم المؤاخذة.
هذا الملخص لحالة الانسان كل الانسان لم اكتبه لمجرد الوعظ به.ولكن لنفتح به الباب الذي بين الدنيا والاخرة
ليتضح انه باب واحد يدخل منه عند الميلاد ولايخرج
منه ابدا الا الى جنة فيها نعيم مقيم اوالى جحيم فيه
عذاب مقيم.
وبما اان الله لم يترك هذه الاوصاف لمجرد علم الغيب بها فقد اورد هذه الاوصاف مقروءة فى كتابه العزيز
الذي تحدي به الانس والجن ان يا تو بمثله ليبقى
ما جاءفيه ليس غيبيا بل اقسم الله على حقيقته (فورب السماء والارض انه لحق مثل ماانكم تنطقون.
وهذا نموذج من ماوصف الله نعمه لمن عمل صالحا
في حياته فيبدا الله لندائهم بهذه الخصوصية .
ياعباد ي لاخوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون الذين
امنوا باياتنا وكانو مسلمين : ادخلو الجنة انتم وازواجكم تحبرون الى اخر قوله تعالى(تلك الجنة التي اورثتمها بما كنتم تعملون.
وبعدذكرسبب هذا الانعام وهو العمل الصالح اتبع بنعيم اخر.لكم فيها فاكهة كثيرة منها تاكلون.
وهنا اتحو ل كما يفعل القران دائما .عند مايذكر النعيم
يذكر معه الجحيم يقول تعالى هنا ( ان المجرمين فى عذاب جهنم خالدون لايفتر عنهم وهم فيه مبلسون.
الى قوله تعالى عن جواب خزنة النار للمجرمين (لقد جئناكم بالحق الخ الاية.
والجريمة اخص من الكفر لانه بالقلب والجريمة قد تكون بالجوارح.
وهنا اود ان اذكر كما قلت سابقا ان المقال ليس بوعظ
ولكنه توجيه لمن وفقه الله لانقاذ نفسه من النار.
الا انني اصرح هنا ان سبب كتابتي فى الموضوع هو دخولى يوم الجمعة ٢٣/ /٦/ ٢٠٢٣على مقبرة لكصر
لاترحم على اهل القبور ونسال الله لهم المغفرة.
ولكني عندمادخلت الحائط ونظرت الى الاسماء فكانى
دخلت على جميع السلطة التنفيذية فى الدولة بدون
حزاس: فهناك الوزراء فيهم وزير الداخلية ومدير الامن ومساعده والولاة وهناك السلطة القضائية فيهم رؤساء
المحكمة العليا وهناك السلطة التشريعية من نواب وشيوخ الى اخرجميع الموظفين الى اخر افراد الشعب.
وفي نفس الوقت نظرت الى الاعمال فى الساحة الحالية فوجدت جميع السلطات لاصوت عندها يعلوا صوت
النداء بامتثال نصوص الديمقراطية مع ان هذه ااسلطات الاحياء اقرب مابينها وسلفهم من مابين مكاتبهم والمقبرةومع ذلك كانهم ليسو خلفا لسلف ذلك المصير..
وبما ان موريتانيا سقطت كدولة ناظمة لعمل جميع سلطاتها اي هزلت الى حد الانعاس يوم دخول الديمقراطيةالى سلطاتهاالتي ظهر انها لاعلم لها بتسيير ا الديمقراطية لدولة مع بقاء سيادتها وكيانها.حتى وصلنا الى مانحن فيه من فوضى اخلاقية فى جميع الميادين سياسيا واقتصاديا وثقافيا الى اخرما اصبح يراه كل احد الا المنتخبون.
وساكتب ان شاءالله فى مقالات متتالية صورة كاشفة
عن حالنا الواقع من الانقلاب على الرئيس المؤسس كدولة مدنية اواسلاميةدون ان تكون كتابتى فيها اي علامة للمعارضة لان الاسلام لامعارضة فيه الا بالنصح بشروطه والا اذا كان الامر محرما من الله فعله..فلاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق .