تأخرت الأشغال في أغلب المحاور الطرقية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية أو الوزير الأول خلال السنوات الأربع المنصرمة، وخصوصا المعلن عنها خلال 2022، رغم أن الشركات المتعهدة استلمت دفعات من ميزانية التمويل المرصودة لإنشاء الطرق المذكورة.
ومن بين المحاور المتأخرة، محور لعوينات – لعيون الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني نهاية العام 2022، كما تأخر أيضا محور آمرج- عدل بكرو الذي ينتظره السكان منذ أكثر سنة، فيما لا يزال التعثر أيضا مسيطرا على الطريق الوطني تجكجة- سيلبابي.
وتمتاز أهمية هذا الطريق بأنه سيكون الطريق الوطني الثاني – جنوب – شمال بعد الطريق الوطني – نواذيبو- نواكشوط- روصو الرابط بين شمال وغرب إفريقيا.
ومن بين الطرق المتعثرة أيضا المحولات الثلاثة في نواكشوط، أو ما يسمى " بالجسور، وتتكون من محول كارفور باماكو جنوب العاصمة، ومحول كارفور مدريد، ومحول طريق الحي الساكن.
ووفق مصادر بالغة الاطلاع فإن المحولات الثلاث بنيت على دراسة تم فيها تضخيم حركة السير وحجم الزحمة في الطرق الرئيسية في موريتانيا، وذلك لإقناع الرئيس الغزواني بضرورة إقامة الجسور المذكورة التي تصل تكلفتها إلى ستة مليارات أوقية قديمة.
ورغم إغلاق مفترقات الطرق بشكل متزامن فإنه لاتوجد زحمة تذكر.
كلما في الأمر أن السيارات أصبحت تواجه عوامل الاهلاك بشكل أسرع بعد أن أغلقت هذه المحاور دون توفير طرق بديلة.
طرق في وضع حرج
وإضافة إلى الطرق التي تقرر إنشاؤها أو ترميمها توجد طرق أخرى باتت متهالكة بشكل كبير، ومن أهم هذه الطريق
طريق نواذيبو نواكشوط- بعض المقاطع- الذي أصبح أحد الطريق السريعة نحو الموت بسبب كثرة الحوادث التي تقع بين حفره الكثيرة.
طريق روصو كيهدي: وقد أصبح مجموعة من الحفر الخطيرة التي تتسبب في كثير من حوادث السير المميتة.
طريق بومبري – كرمسين، ورغم حداثة إنشائه التي تعود لحوالي 8 سنوات تقريبا فقد تحول إلى حفر مميتة.
وإلى جانب ذلك تعاني الطرق الداخلية في:
النعمة -روصو – كيهيدي- أطار- كيفة، امبود- كنكوصه من تدهور هائل حيث تحولت أهلها إلى طرق رملية متآكلة.
فيما لا تزال مدن عديدة من البلاد بدون طرق داخلية معبدة، كما هو حال مدينة ألاك، وكرو، وتمبدغة، وجيكني، آمرج- عدل بكرو- باسكنو- فصالة.
رغم وعد سابق من الحكومة أيام الرئيس عزيز بتعبيد ما معدله 10كم داخل عواصم الولايات.
أما المدن التاريخية فما تزال في شبه عزلة سواء تعلق الأمر بوادان وولاته وتيشيت، وتقترب شنقيطي من نفس الوضعية، رغم أن طريقها شقت أول مرة بمعاول ابنها البار محمد محمود ولد أبنو منتصف الثمانينيات.
من أجل وزارة خاصة بالطرق
يقترح خبراء ومهندسو طرق موريتانيون إقامة وزارة خاصة بالطرق، وذلك لأسباب متعددة منها
حجم الشبكة الطرقية التي لم تنجز بعد والتي تزيد بأضعاف كثيرة على ما تم إنجازه لحد الآن
حجم الميزانية المرصودة للطرق والتي تتجاوز حوالي 200 مليار أوقية قديمة.
كون العمل المتخصص بالطرق مستمرا وبشكل دائم بين إنشاء أو صيانة أو ترميم
وكبديل عن وزارة خاصة بالطرق يقترح خبراء متخصصون إنشاء وكالة خاصة بالطرق تتبع بشكل مباشر لرئاسة الجمهورية، وتتمتع باستقلال مادي، وقدرة على الإنجاز
ويؤكد هؤلاء أن استمرار إدارة الطرق من مديرية في وزارة يعني استمرار الترهل في العمل، وطول انتظار الإنجاز.
وكان رئيس الجمهورية قد التزم في حملته الانتخابية بتعبيد الطرق الرابطة بين السواطة و مونغلـ، وباركيول والسواطة، ورغم اقتراب المأمورية من نهايتها فلا جديد في انجاز هذه الطرق.
شركات وهمية ...وفساد تحت الطاولة
يتحدث خبراء في قطاع الطرق والإنشاءات في موريتانيا عن أموال هائلة يتم هدرها كل سنة، بسبب صفقات إنشاء الطرق، ويرى هؤلاء أن الصفقات الممنوحة لشركات أجنبية غالبا ما تؤول إلى مستثمرين محليين، لا يملكون قدرات فعالة على الإنجاز.
كما توجد صفقات تم منحها لشركات ليست لها أدنى تجربة في إنشاء الطرق ولا صيانتها، ومنها على سبيل المثال الشركة المكلفة بإنجاز محور- آمرج- عدل بكرو المتأخرة منذ فترة.
ووفق المصادر فإن الصفقات المتعلقة بالطرق هي صفقات مليارية، يتربح فيها عدد من رجال الأعمال والنافذين والشخصيات المهمة، وتمثل مائدة خاصة بالنسبة لكبار النافذين.
