واظبت ولسنوات عديدة وبمقتضى تعاوني مع كلية القانون على الاشتراك في رقابة الامتحانات النصفية والنهائية..
كانت الامتحانات - ولا زالت - تجري في أجواء شديدة الغرابة فالأستاذ بين خيارين إما أن يكون شاهدا على عمليات الغش الصريحة أمام عينيه وإما أن يصطدم مع طلاب لا يعيرونه أي إهتمام ولا احترام فإذا هدد بكتابة محاضر أو اشتكا الى رئيس القاعة لاقى تخاذلا يصل حد التواطئ مع تلك الفوضى العارمة
أذكر مرة أنى ضبطت طالبا قد فتح كتابه بلا مواربة وبدأ ينقل منه الإجابة ولما سألته ما هذا قال أنا أغش هل تريدني أن ارسب ولما حاولت مصادرة الكتاب رفض مرددا " أبيغ..أبيغ " ولما حررت محضري والصقته بورقة إجابته قام رئيس المركز سامحه الله بفصله ووضعه مستقلا تمهيدا لتجاهله حسب ما يبدو ..ولم يكن أمامي وأنا أخوض معركة " كرامة شخصية " إلا أن أصعد الموقف ولولا لفتة من المرحوم عميد كلية القانون الراحل احمدو بمب لضاع ماء وجهي بين صلف الطالب الغشاش وتواطئ الرئيس الفاسد
في نفس اليوم علمنا أن أحد الزملاء في القاعة المجاورة تعرض لإعتداء جسدي غاشم من طرف 7طلاب جلبتهم طالبة تم ضبطها في وضع تلبس صريح بالغش ترتب عليه سحب ورقتها واستبدالها بأخرى ..بعد ذاك وخلال السنوات اللاحقة مثلت فترة الإمتحانات بالنسبة لي وقتا عصيبا أعيشه على أعصابي ..
فأنا مطالب بما لا طاقة لي به
مطالب بمنع الغش في ظروف فوضوية وشديدة العدوانية مع طاقم تسيير عاجز عن حماية النظام إلى حد يقترب من التواطئ
مطالب بالمحافظة على الحماية الشخصية لشخصي في بيئة عدوانية تقف فيها أعزلا في مدرج أو قاعات كبيرة تعج بمئات الطلبة الذين عقدوا العزم على التجاوز بالغش
بعدها أصبحت اعتذر باستمرار عن الرقابة في جامعة عهدي بها وعهدي بها قريب تعيش " واقعا من السيبة " قل نظيره في مؤسسات التعليم الجامعية في العالم
# كامل التضامن مع الأستاذ الضحية