وقد اهتمت حكومة الفلبين بزيارتنا، ووضعت تحت أيدينا طائرة خاصة نقلتنا إلى جنوب الفلبين، وكانت أيامنا في الفلبين ثرية وخصْبة، وخصوصًا في مدينة«مراوي»، وقد زرنا جامعة «ماندناو» الرسمية بها، ومعهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية، والجامعة الإسلامية الأهلية التي أسسها المجاهد المعروف الدكتور «أحمد ألونتو» رحمه الله مؤسس جمعية أنصار الإسلام، وزرنا جمعية إقامة الإسلام التي أسسها الشيخ أحمد بشير رحمه الله ومعهدها العربي الإسلامي، وعددًا من المدارس العربية الكثيرة المنتشرة في تلك البقعة، وتضم البنين والبنات وتعلمهم اللغة العربية والإسلام، والتي كانت زيارنا لكل منها «عرسًا» للمدرسة ومدرسيها وطلابها وطالباتها، وبخاصة أن الشيخ كان يحمل معه مبالغ من أمير قطر ومن أهل الخير، كان يعطي لكل مدرسة نصيبًا منها.
وسافرت معه بعد ذلك إلى الرياض، وإلى باكستان والهند، وإلى القاهرة، وإلى الكويت، وإلى البحرين، وإلى مكة المكرمة، في الحج إلى بيت الله الحرام، وكان هو رئيسًا لبعثة الحج، فكان هو دائمًا النبع الثر، والمعين السخي، والمعدن الأصيل، الذي لا يضيق برفيق، ولا يتبرم بصديق، ولا تشعر معه بضيق، وإن طال بك الطريق. السفر معه روح وريحان، والجلوس معه حب وإيمان، والحديث معه ذكر وقرآن، والعمل معه قربة وإحسان.