حفاوة مزارعي سيلبابي بأمطار الخريف لا تقل عن نظيرتها لدى غيرهم من مزوالي الحرف الأخرى، فالخريف لدى الكل حركة ونشاط وتفاؤل بغلة وفيرة وخير عميم ....
فهنا يعمل سيدي بيه على تهيئة حرثه واستصلاح تربته للبذر والغرس رغم بدائية الوسائل وشح الموارد، وهناك يستعرض صمبا مهارته في اصطياد أسماك النهر التي ضلت طريقها بين الجداول والغدران وكل ما في جعبته شباك صيد مهترئ، وفراسة لا تخيب في أماكن تكاثر السمك...
تتعدد طرق الصيد في الضفة وقرى آفطوط ..فالأخاديد والوديان المتعرجة التي احتفرتها السيول الهادرة تجذب هي الأخرى أصنافا من الأسماك السابحة مع التيار يجيد أطفال الضفة طرق صيدها والإمساك بها دون اللجوء إلى أي طعم أو شباك وصنارة بل بمجاراتها في السباحة والتفوق عليها في المناورة والغطس تحت تيار المياه المتدفق...
وبين هذا وذاك يقطع البدو الرحل على ظهور الجمال والحمير هدوء المكان، وهم في طريق العودة إلى قراهم ونجوعهم التي تركوها بداية الصيف في رحلة البحث عن المرعى والكلأ...
لوحة تبدو نابضة بالحياة، ومفعمة بالبشر والتفاؤل بموسم خريف واعد على مشارف مدينة سيلبابي كما رصدتها عدسة موقع الفكر قبل أيام قليلة..